
كتبت : رنيم علاء نور الدين
يعاني الكثيرون من صعوبة الاستيقاظ في الصباح، لكن بالنسبة للبعض، يتجاوز الأمر مجرد الكسل ليصبح عائقًا حقيقيًا أمام ممارسة حياتهم اليومية. هذه الحالة غير الرسمية، التي يطلق عليها البعض “الديسانيا”، تستدعي فهمًا أعمق لأسبابها وطرق التعامل معها.
ويقول الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي، لـ” بوابة الأهرام”: إن الديسانيا ليست تشخيصًا طبيًا معترفًا به في التصنيفات الرسمية، ولكنها مصطلح شائع الاستخدام لوصف حالة من الصعوبة الشديدة والمستمرة في النهوض من الفراش. الأمر يتجاوز مجرد الشعور بالنعاس أو الرغبة في البقاء قليلًا، ليصبح عجزًا حقيقيًا عن مغادرة الفراش، مصحوبًا بشعور بالتعب الشديد والإرهاق حتى بعد ساعات طويلة من النوم.
ويمكن التميز بين الديسانيا والكسل الصباحي حيث يضيف الدكتور مجدي، من المهم التمييز بين الديسانيا والكسل الصباحي العادي. فالشخص الذي يعاني من الديسانيا غالبًا ما يشعر بضيق حقيقي وإحباط بسبب عدم قدرته على بدء يومه بشكل طبيعي، وقد يتأثر أداؤه في العمل أو الدراسة وعلاقاته الاجتماعية سلبًا.
أما أعراض ظهور مرض الديسانيا يمكن توضيحها في النقط التالية :
1- الاكتئاب؛ حيث إنه من الأسباب الرئيسية لصعوبة الاستيقاظ و الشعور باليأس وفقدان الطاقة وانعدام الدافعية يجعل حتى أبسط المهام تبدو شاقة، بما في ذلك النهوض من الفراش.
2- اضطرابات القلق لأنه بإمكانه أن يؤدي إلى اضطرابات في النوم والشعور بالإرهاق عند الاستيقاظ، مما يجعل النهوض صعبًا.
3- متلازمة التعب المزمن (CFS) والتي تتميز هذه المتلازمة بتعب شديد ومستمر لا يتحسن بالراحة، وصعوبة النهوض من الفراش هي أحد الأعراض الشائعة.
4- اضطرابات النوم مثل: “الأرق المزمن أو فرط النوم أو توقف التنفس أثناء النوم، يمكن أن تؤدي إلى نوم غير مريح وشعور بالتعب الشديد عند الاستيقاظ.”
5- بعض الحالات الطبية مثل: “فقر الدم -الأنيميا-، وقصور الغدة الدرقية والألم المزمن، يمكن أن تسهم في الشعور بالتعب وصعوبة الحركة في الصباح.
و إذا كان الاكتئاب أو القلق أو اضطرابات المزاج الأخرى هي السبب، فإن العلاج النفسي، وخاصة العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، يمكن أن يساعد في تغيير أنماط التفكير السلبية وتحسين المزاج ومستويات الطاقة، وفي تلك الحالات كالأكتئاب أو القلق الشديد، قد يصف الطبيب النفسي أدوية مضادة للاكتئاب أو القلق للمساعدة في تخفيف الأعراض وتحسين القدرة على النوم والاستيقاظ.
أما إذا تم تشخيص اضطراب في النوم، مثل توقف التنفس أثناء النوم، فقد يتطلب العلاج استخدام جهاز CPAP أو إجراء تغييرات في نمط الحياة ، و إذا كانت هناك حالة طبية مثل فقر الدم أو قصور الغدة الدرقية، فإن علاج هذه الحالة سيؤدي غالبًا إلى تحسن في مستويات الطاقة والقدرة على الاستيقاظ.
فبغض النظر عن السبب الأساسي، هناك بعض التغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساعد في تحسين جودة النوم وتسهيل الاستيقاظ، مثل: “الحفاظ على جدول نوم منتظم والذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، حتى في أيام العطلات، التأكد من أن غرفة النوم مظلمة وهادئة وباردة، تجنب الكافيين والكحول قبل النوم: لأنهما يؤثران على جودة النوم، ممارسة الرياضة بانتظام ولكن تجنب ممارستها قبل النوم مباشرة، التعرض للضوء الطبيعي في الصباح لأنه يساعد في تنظيم الساعة البيولوجية للجسم، تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم لأن الضوء الأزرق يؤثر على إنتاج الميلاتونين، وأخيرًا إتباع روتين صباحي لطيف، بتخصيص وقت للاستيقاظ تدريجيًا وتجنب الضغط في أول دقائق من اليوم ، و ويوصي الدكتور إبراهيم مجدي في النهاية ، بأهمية طلب المساعدة المتخصصة إذا كنت تعاني من صعوبة شديدة ومستمرة في النهوض من الفراش وتؤثر هذه المشكلة على حياتك، فلا تتردد في استشارة طبيب نفسي أو طبيب عام. التشخيص الدقيق هو الخطوة الأولى نحو العلاج وتحسين جودة حياتك.
Author Profile

Latest entries
الفن والنجوم17 أبريل، 2025ليلى زاهر تواصل احتفالاتها بعقد قرانها على هشام جمال وتنشر الصور الرسمية للحفل
المال والاعمال14 أبريل، 2025استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين 14 أبريل 2025.
المال والاعمال14 أبريل، 2025تراجع أسعار الذهب في مصر رغم ارتفاعه عالميًا اليوم الإثنين 14 أبريل 2025.
حوادث وتحقيقات13 أبريل، 2025“شاب يستعرض بدراجته وسط الطريق بالدقهلية.. والأمن يضبطه خلال ساعات”