
كتبت/ رنيم علاء نور الدين
في قرية نائية بمحافظة البحيرة، استيقظ الجيران صباح يوم جمعة على هدوء غير معتاد ينبعث من منزل الحاج عبد اللطيف، الرجل المعروف بصرامته وعزلته. بعد محاولات طرق الباب دون استجابة، قرر أحد الجيران التسلل من السور الخلفي. ما رآه لم يكن متوقعًا.
داخل المنزل، كانت الجثث الثلاثة ممددة على الأرض: عبد اللطيف، وزوجته، وابنه الوحيد. لا علامات عنف واضحة، لكن أعينهم كانت مفتوحة، وأفواههم نصف مغلقة كأنهم ماتوا في لحظة واحدة. عثر رجال المباحث على آثار مادة سامة في أكواب الشاي الموضوعة على الطاولة. لم يُسرق شيء، ولم تظهر مقاومة.
التحقيقات كشفت أن الابن، كريم، كان قد تشاجر قبل أيام مع أحد معارفه في الجامعة بسبب فتاة. عند تتبع المكالمات، وُجد أن آخر اتصال أجراه كريم كان مع زميله هذا، الذي أنكر مقابلته تلك الليلة. بتحليل البصمات على الأكواب، تم العثور على بصمة غير مطابقة لأي من أفراد العائلة.
بعد بحث طويل، اعترف الزميل بدس السم في الشاي بعد أن تسلل للمنزل عبر الباب الخلفي الذي كان كريم يتركه أحيانًا مفتوحًا. قال إنه أراد قتل كريم فقط، لكن الوالدين شربا من الشاي قبل عودته. نُفذ فيه حكم الإعدام بعد ثلاث سنوات من المحاكمة.