كتبت / رنيم علاء نور الدين
في ظهيرة باردة من شهر يناير عام 1999، اختفت “ها مين لي”، الفتاة الكورية ذات الثمانية عشر عامًا، والتي كانت تعيش في بالتيمور، ميريلاند بالولايات المتحدة. كانت طالبة مجتهدة في المدرسة الثانوية، مشهورة بابتسامتها الهادئة وعلاقتها المتقلبة بحبيبها السابق، عدنان سعيد.
في الأيام التي سبقت اختفائها، بدت ها حزينة أكثر من المعتاد، رغم أنها كانت تحاول إظهار العكس. كانت انفصلت مؤخرًا عن عدنان، الشاب المسلم الملتزم الذي أحبها بصدق، لكنه شعر بأن علاقتهما سر يجب أن يظل في الظل خوفًا من رفض عائلته.
في يوم 13 يناير، غادرت ها المدرسة ولم تصل أبدًا إلى وجهتها التالية. بعد أسابيع من البحث، تم العثور على جثتها مدفونة في منتزه “ليكن بارك”، وقد خُنقت حتى الموت. الشرطة بدأت في جمع الخيوط، وكلها كانت تشير إلى عدنان. شهادة من زميله جاي، وسجل مكالمات هاتفية، وموقع الهاتف المحمول، كلها رسمت صورة مقلقة.
جاي، الذي قال إنه ساعد عدنان في التخلص من الجثة، روى تفاصيل دقيقة، رغم تغير أقواله في كل مرة. عدنان أصر على براءته، وقال إنه لا يعرف ما حدث لها، وإنه كان في المكتبة وقت وقوع الجريمة. لم تُؤخذ شهادته بعين الاعتبار، وتجاهلت المحكمة غياب أي دليل مادي يربطه بالجريمة.
في عام 2000، حُكم على عدنان بالسجن المؤبد. لكنه ظل في السجن ينادي بالحقيقة، حتى جاءت بودكاست “Serial” عام 2014 لتكشف للعالم ثغرات ضخمة في التحقيق، وتفجر القضية من جديد. ظلت القصة تدور في قاعات المحاكم ووسائل الإعلام لسنوات، حتى خرج عدنان أخيرًا من السجن عام 2022، بعدما تم إسقاط الحكم مؤقتًا.
لكن، ورغم مرور أكثر من عقدين، لا تزال روح ها مين لي ترفرف في سماء بالتيمور، تنتظر أن يُكتب لقصتها نهاية عادلة.
Author Profile
Latest entries
أخبار مصر2 أغسطس، 2025”مشاهد مش للعائلة”……… تيكتوكرز في قفص الاتهام: هل تصنع الشهرة طريقًا للسقوط؟
أخبار مصر31 يوليو، 2025تهنئة للصحفية سهيلة عبداللطيف لتخرجها
تقارير وحوارات30 يوليو، 2025مدير تعليم الجيزة يتفقد خدمة الشباك الواحد ويوجه بسرعة إنجاز مصالح المواطنين
تقارير وحوارات30 يوليو، 2025“قضايا مصرية”…ندوة في قلب كنيسة الروم بمصر الجديدة توحّد الرؤى وتُنعش الحوار الوطني
