
كتبت / رنيم علاء نور الدين
في صباح بدا عاديًا في حي شبرا، وقعت جريمة لم تكن متوقعة من شخص عُرف بالهدوء الشديد. الجريمة بدأت بمكالمة هاتفية من سيدة تُدعى أميرة عادل، 28 عامًا، تعمل في إحدى شركات الدعاية والإعلان، إلى شقيقتها الكبرى. في المكالمة، أخبرتها أنها ستُنهي علاقتها بخطيبها نهائيًا اليوم، بعدما اكتشفت خيانته للمرة الثانية خلال أقل من شهر. لم تكن تعلم أن هذا القرار سيكون آخر ما ستفعله في حياتها.
في تمام الحادية عشرة صباحًا، دخل عمرو كمال، خطيبها السابق، إلى مقر الشركة التي تعمل بها، وطلب مقابلتها في الاستقبال. أميرة خرجت إليه، وتحدثا لدقائق أمام الكاميرات الأمنية، ثم أشارت له أن يتبعها إلى المقهى الصغير الملاصق للمبنى. الجلسة استمرت 17 دقيقة فقط، وخلالها ارتفعت أصواتهما أكثر من مرة، إلى أن وقف فجأة، مدّ يده إلى جيبه، وأخرج آلة حادة تشبه “مفكًا معدنيًا”، وسدّد بها ثلاث طعنات مباشرة إلى عنقها وصدرها، وسط ذهول العاملين في المكان.
الجريمة صُوّرت كاملة بكاميرا المقهى. أحد الشهود، عامل القهوة، قال إن الشاب بدا هادئًا جدًا عند دخوله، ولم يكن هناك ما ينبئ بأنه سينفجر بهذه الطريقة. بعد ارتكابه الجريمة، جلس عمرو لثوانٍ، ثم وقف وسلّم نفسه لرجال الشرطة الذين وصلوا بعد أقل من عشر دقائق.
في التحقيقات، اعترف عمرو بتفاصيل ما حدث دون تردد. قال إنه لم يكن ينوي قتلها، لكنه شعر بالإهانة حين قالت له: “أنا كنت غبية إني حبيتك… وإنت ما تستاهلش حتى عتابي”. حسب روايته، شعر وقتها أن كل شيء انهار، فأخرج الأداة التي كان يحتفظ بها من أجل إصلاح شيء في سيارته، و”نسي نفسه” – على حد وصفه – وطعنها.
أميرة كانت قد أخبرت أصدقاءها قبل أيام بأنها لن تسامحه هذه المرة، رغم توسلاته المتكررة، وأنها بدأت تخطط للانتقال إلى دبي بعد حصولها على عرض عمل هناك. من الواضح أن قرارها بإنهاء العلاقة بشكل قاطع هو ما دفع عمرو لفقدان السيطرة.
النيابة وجهت له تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، خاصة أن الأدلة أوضحت أنه كان يتعقبها منذ يومين، وراقب مقر عملها قبل ساعة كاملة من لقائها. تقرير الطب الشرعي أثبت أن الضحية لم تحاول المقاومة، وأنها تلقت الطعنات فجأة، دون أي مؤشر على عراك.
قُبلة الوداع التي أراد أن ينهي بها اللقاء، تحولت إلى جريمة قتل في وضح النهار، وتركت شارعًا بأكمله في حالة صدمة لم تهدأ حتى الآن.
Author Profile
