
كتب: حسن أيمن
من هو ميكافيلي؟
نيكولو ميكافيلي كان مفكرًا وسياسيًا إيطاليًا عاش في القرن السادس عشر.
اشتهر بكتابه “الأمير”، اللي فيه حط أسس جديدة للتعامل مع السلطة بشكل واقعي جدًا، لدرجة خلت اسمه يتحول لاحقًا إلى صفة (ميكيافيلي) تُستخدم لوصف أي شخص بيستخدم الدهاء والخداع لتحقيق مصالحه.
لكن، هل ميكافيلي كان شرير؟ ولا ببساطة كان بيشرح اللعبة زي ما هي؟
الواقع كما هو.. لا كما يجب أن يكون
ميزة ميكافيلي الأساسية إنه ما كانش بيدوّر على المثالية، بل على الحقيقة.
كان بيقول ببساطة: “الناس مش دايمًا طيبين، واللي عايز يحكم لازم يعرف ده ويتعامل معاه”.
هو ما كانش بيحضّ على الظلم، لكنه قال: “لو عايز تحافظ على حكمك في عالم مليان خداع، يبقى لازم تكون أذكى من اللي حواليك، وأحيانًا أقسى”.
ميكافيلي في زماننا
لو بصيت حواليك في المشهد العالمي، هتلاقي إن أفكار ميكافيلي لسه عايشة، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو حتى في العلاقات الدولية:
الدول الكبرى بتتخذ قراراتها مش على أساس الأخلاق، لكن على أساس المصالح.
في حملات انتخابية بنشوف وعود شعبوية، ومجرد الفوز يبدأ الواقع المختلف.
شركات ضخمة بتحرك السوق بسياسات مش دايمًا شفافة، لكنها فعّالة.
مش لأن الناس كلها شريرة، لكن لأن اللعبة أحيانًا بتفرض قواعدها، والناجح هو اللي بيقدر يقرأها ويتعامل معاها بدهاء.
هل نبرر كل شيء باسم “الواقعية”؟
هنا السؤال المهم.
ميكافيلي مش دعانا نبقى مخادعين، لكنه نبهنا إن مش كل اللي حوالينا نقي، وبالتالي لازم نعرف نحمي نفسنا ونقرأ الواقع بعيون مفتوحة.
الذكاء في التعامل مش معناه التخلي عن المبادئ، لكن معناه إننا نعرف نحافظ على مبادئنا من غير ما نكون سذج.
الخاتمة
ميكافيلي ما كانش شيطان.. كان مرآة لعالم معقد.
وفهمنا لفكره ممكن يساعدنا نكون أكثر وعيًا، أكتر حذرًا، وأكثر قدرة على اتخاذ قرارات ذكية وسط عالم بيتغير بسرعات مرعبة.
وفي زمن فيه القوة بتتصدر المشهد، يبقى فهم القوة أهم من تجاهلها.