كتبت: مريم رفعت
في السنوات الأخيرة، برزت العديد من المنصات الرقمية التي تدّعي توفير فرص استثمارية مغرية بأرباح خيالية، ومن بين هذه المنصات جاءت FBC، التي سرعان ما تحولت من مشروع يَعِد بالمكاسب إلى كابوس مالي للكثيرين.
إغراءات البداية.. وكيف وقع الضحايا؟
منذ انطلاقها، روّجت FBC لنفسها باعتبارها منصة استثمارية متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تداول العملات الرقمية وتحقيق أرباح غير مسبوقة. استخدمت المنصة استراتيجيات تسويقية احترافية لجذب المستثمرين، مستفيدةً من شهادات مزيفة وتجارب نجاح وهمية.
وبالفعل، بدأ العديد من المستخدمين في ضخ أموالهم بعد رؤية أرباح مبدئية، وهو الأسلوب الذي تعتمد عليه معظم المنصات الاحتيالية لبناء ثقة مزيفة قبل تنفيذ عملية النصب الكبرى.
الأضرار والخسائر الفادحة
بعد فترة من المكاسب السريعة، بدأ المستخدمون في ملاحظة تأخيرات في عمليات السحب، تلاها إغلاق مفاجئ للحسابات، ثم اختفاء الدعم الفني تمامًا. النتيجة؟ خسائر مالية ضخمة وصلت لملايين الدولارات في بعض الحالات، مع عدم وجود أي وسيلة لاسترداد الأموال.
ومن بين أبرز الأضرار التي لحقت بالمستخدمين:
- خسارة مدخرات كاملة بسبب الإيداعات الكبيرة.
- انهيار الثقة في الاستثمار الرقمي الشرعي.
- تأثير نفسي مدمر على الضحايا، خاصةً مع غياب أي تعويض قانوني سريع.
تحذيرات الجهات المختصة
بعد أن تفاقمت الأزمة، أصدرت العديد من الجهات المالية تحذيرات ضد FBC، مؤكدةً أنها ليست منصة مرخصة رسميًا، وأنها تعمل وفق نموذج “Ponzi Scheme” أو المخطط الهرمي، حيث تعتمد على أموال المستخدمين الجدد لدفع أرباح القدامى، حتى ينهار النظام تمامًا عند توقف تدفق الاستثمارات.
كيف تحمي نفسك من مثل هذه المنصات؟
إذا كنت ترغب في الاستثمار الرقمي، عليك الانتباه إلى بعض النقاط الأساسية:
- التأكد من التراخيص: لا تستثمر في أي منصة غير معترف بها من الجهات المالية الرسمية.
- تجنب الوعود المبالغ فيها: أي منصة تعدك بأرباح خيالية في وقت قصير هي غالبًا احتيالية.
- قراءة تجارب المستخدمين الحقيقية: ابحث عن مراجعات موثوقة خارج الموقع الرسمي للمنصة.
- عدم وضع كل أموالك في استثمار واحد: التنويع هو مفتاح الأمان المالي.
الخلاصة
ما حدث مع FBC هو درس جديد يؤكد أن الطمع قد يكون أقصر الطرق للخسارة. في عالم الاستثمار الرقمي، الحذر واجب، والتحقق ضرورة، لأن النصب أصبح أكثر تطورًا من أي وقت مضى.