
كتبت / رنيم علاء نور الدين
في حي ستاجايا الراقي في طوكيو، وبينما كانت عائلات المدينة تستعد للاحتفال بليلة رأس السنة لعام 2000، كانت عائلة ميازاوا تخطط لقضاء أمسية هادئة. الأب ميكيو، موظف بشركة إعلانية، والأم ياسوكو، ربة منزل، وابنتهما الصغيرة نينا، والطفل الصغير ري، كانوا جميعًا في منزلهم المكون من طابقين.
لكن في ساعات الليل المتأخرة، تسلل رجل إلى المنزل عبر نافذة الحمّام. لم يكن لصًا، بل كان يحمل سكينًا حادًا وقلبًا باردًا. بدأ بجريمته بهدوء، قتل الأب أولًا، ثم الأم، ثم نينا ذات الثمان سنوات، وأخيرًا الطفل الرضيع الذي لم يتجاوز الستة أشهر.
المثير للرعب أن القاتل لم يغادر فورًا. بل جلس لساعات في المنزل. فتح الثلاجة وأكل الآيس كريم، استخدم الكمبيوتر، تصفح الإنترنت، وتبول في الحمام دون أن يشد السيفون. ترك قفازًا، بصمات أصابعه، ودمه الممزوج بدم الضحايا.
عندما عثرت الجدة على الجثث صباح اليوم التالي، كان المنزل صامتًا بشكل مخيف. الشرطة وصلت وبدأت التحقيق، ومع كل قطعة دليل، كانت تزداد الحيرة. الحمض النووي أظهر أن القاتل من أصول مختلطة – نصف آسيوي ونصف أوروبي. لكن لم يُطابق مع أي قاعدة بيانات.
تم تحليل أكثر من 280 ألف بصمة إصبع، والتحقيق مع آلاف الأشخاص، دون نتيجة. حتى اليوم، ما تزال القضية مفتوحة، وتُعرف باسم “مجزرة ستاجايا”، ويُعدّ القاتل من أكثر المجرمين غموضًا في تاريخ اليابان.