
كتبت / رنيم علاء نور الدين
كان مساء الخامس من مايو 1993 هادئًا في بلدة ويست ممفيس، أركنساس. الشمس كانت تغيب ببطء خلف الأشجار الكثيفة، بينما كان ثلاثة أطفال صغار – ستيفي، مايكل، وكريستوفر – يركضون ويلعبون بدراجاتهم قرب الغابة المجاورة لمنازلهم. لم يكن يعلم أحد أن تلك هي المرة الأخيرة التي سيرى فيها الأطفال أحياء.
مرت الساعات، وحلّ الظلام، ولم يعد الأولاد إلى منازلهم. بدأت الأمهات ينادين بأصوات مرتجفة، والآباء يفتشون الطرقات والممرات الترابية. الشرطة استنفرت، والمصابيح اليدوية سلّطت الضوء على الغابة طوال الليل، لكن دون جدوى.
في صباح اليوم التالي، وفي منطقة مغمورة بالمياه وسط الغابة، عثر أحد رجال الشرطة على حذاء صغير يطفو فوق السطح. تحت الماء، كانت الجثث الثلاثة مقيدة اليدين والقدمين بأسلاك، عارية تمامًا، وعليها آثار ضرب وحشي. الصدمة أصابت الجميع: أطفال في الثامنة قتلوا بهذه الطريقة؟ ولماذا؟
التحقيقات كانت مضطربة منذ البداية. بعد أسابيع، ألقت الشرطة القبض على ثلاثة مراهقين – داميين إيكولز، جيسون بالدوين، وجيسي مسكيلي – فقط لأنهم يرتدون ملابس سوداء ويستمعون لموسيقى الميتال. تحت ضغط طويل، أُجبر جيسي، وهو يعاني من تأخر ذهني، على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها.
في المحكمة، لم يكن هناك أي دليل مادي، لا حمض نووي ولا شهود عيان. فقط أقوال متضاربة، وأحكام مبنية على الشكل والمظهر. حُكم على داميين بالإعدام، والباقيين بالسجن المؤبد.
مرت سنوات، وبدأت الحقائق تخرج للعلن. تقارير الطب الشرعي الجديدة، وتحقيقات مستقلة، وحتى أفلام وثائقية كشفت كم كانت القضية مليئة بالثغرات. عام 2011، وبعد 18 عامًا من السجن، خرج الثلاثة من خلف القضبان باتفاق قضائي نادر، لا يُعلن براءتهم لكنه يُطلق سراحهم.
لكن القاتل الحقيقي؟ لم يُعرف حتى الآن. ولا تزال ظلال المستنقع تخبئ سرّ من قتل الأطفال الثلاثة، بينما يبحث المجتمع عن العدالة التي تأخرت كثيرًا.