
كتبت / رنيم علاء نور الدين
في شقة صغيرة بحي الزيتون، كانت منى، 28 سنة، بتعيش أيامها بين الشغل في شركة سياحة، وضغط حياة يومية مملة، وأب متسلط اسمه حلمي، خمسيني، معروف في المنطقة إنه “صاحب الكلمة اللي ما بتنزلش الأرض”.
منى كانت عايشة في صمت. ممنوعة من الخروج بعد الساعة تسعة. ممنوعة من السفر. حتى موبايلها كان بيتفتش. كل حاجة في حياتها كانت بإذن.
لكن يوم 3 مارس، حصل الانفجار.
الساعة 11 مساءً، تلقى قسم الشرطة بلاغ من الجيران عن صراخ هستيري. لما دخلوا الشقة، لقوا حلمي غارق في دمه، على الأرض، ومتغطي بـ30 طعنة.
منى كانت قاعدة في الركن، بعيون شبه مطفية، وسكين في إيدها، وعليها آثار جروح بسيطة.
قالت: – “أنا ماكنتش ناوية… بس هو ضربني تاني، وقال لي: مش هتشوفي النور طول ما أنا عايش.”
التحقيقات كشفت تاريخ طويل من الضرب والحبس، وتقارير طبية من سنين عن كدمات وكسور.
لكن القضية ماكنتش سهلة. المجتمع شافها قاتلة. وهي شافت نفسها ناجية.
النيابة وجهت لها تهمة القتل، لكن دفاعها طلب تحويلها للطب النفسي، والملف لسه في المحكمة.
الجيران قالوا: – “كنا بنشوفها كل يوم طالعة ساكتة… بس عمرنا ما تخيلنا جواها في بركان.”
Author Profile
Latest entries
حوادث وتحقيقات4 يوليو، 2025قوات الحمايه المدنيه تسيطر على حريق بشارع كعابيش بفيصل
تقارير وحوارات4 يوليو، 2025الفنانه نيللي كريم في إطلالة صيفية مبهجة..
تقارير وحوارات4 يوليو، 2025الأربع طعنات في الفجر”
تقارير وحوارات4 يوليو، 2025صوت الطبل في المقابر