
كتبت / رنيم علاء نور الدين
في قرية هادئة تابعة لمحافظة الدقهلية، كان الناس عارفين إن عائلة “أبو عاصم” عيلة محترمة، وإن الأم، الحاجة سميحة، ست فاضلة، طيبة، مابتغيبش عن صلاة الفجر، وصوتها دايمًا بيملأ البيت بآيات من القرآن.
لكن في صباح يوم الأحد، كل الهدوء اتكسر.
بلاغ وصل لمركز الشرطة: “في جثة ست مذبوحة في بيتها، وابنها هو اللي بلّغ.”
الشرطة وصلت، لقوا جثة الحاجة سميحة غارقة في دمها، متكوّمة جنب باب المطبخ، ورقبتها فيها جرح قطعي عميق، والطعنات ماليه صدرها، كأن القاتل كان بيحاول يفرّغ غضبه في كل طعنة.
الابن، أحمد، شاب في بداية الثلاثينات، كان قاعد على الأرض، عينه فاضية، وبيقول: – “أنا حرّيتها من السحر… كانت معمولة لها عمل، وكان لازم أخلصها.”
الضباط بصّوا لبعضهم، مش فاهمين.
ابتدت التحقيقات، واتضح إن أحمد كان بيتردد على شيخ غريب الأطوار، كان بيقنعه إن أمه هي سبب نحسه، وإن فيه عمل معمولها مأثر على حياته.
الشيخ قال له: “السحر في قلبها… ومش هتخلص إلا لما تخلصها.”
وفي الليلة اللي قبل الحادث، أحمد بات وهو بيبكي. وفي الصبح، دخل المطبخ، سحب السكين، وراح ناحيتها، وهي بتوضب الفطار.
قال لها: – “سامحيني يا أمي… الشيخ قال لازم أحررك.”
وطعن.
وطعن.
وطعن.
30 طعنة.
والأم، اللي كانت بتدعي له طول حياتها، ماتت على إيده.
التحقيقات أكدت إن أحمد بيعاني من اضطراب نفسي، وإنه كان بيتعالج على فترات، لكن أهله وقفوا العلاج عشان “العيب”.
النيابة وجهت له تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، والقضية وصلت للمحكمة، والمحامي طلب عرضه على الطب النفسي.
لكن الجيران كانوا بيقولوا: – “كان بيحبها… بس واضح إن السحر الحقيقي كان في دماغه، مش عندها.”
والحكم؟ لسه ما طلعش. بس اللي مات، ما بيرجعش.
واللي بيصدق الدجل… ممكن في لحظة يقتل نور بيته بإيده.
Author Profile
Latest entries
حوادث وتحقيقات4 يوليو، 2025قوات الحمايه المدنيه تسيطر على حريق بشارع كعابيش بفيصل
تقارير وحوارات4 يوليو، 2025الفنانه نيللي كريم في إطلالة صيفية مبهجة..
تقارير وحوارات4 يوليو، 2025الأربع طعنات في الفجر”
تقارير وحوارات4 يوليو، 2025صوت الطبل في المقابر