
كتبت / رنيم علاء نور الدين
كان صباحًا رماديًا في ولاية بنسلفانيا، حين استيقظت الشمس مترددة وكأنها تعرف ما ينتظرها. على جانب الطريق، في موقف سيارات مهجور، كانت جثة الطبيب الشاب أندرو باجبي ممددة على الأرض، وقد اخترقتها خمس رصاصات في الرأس والصدر.
أندرو، ذلك الشاب المهذب ذو الابتسامة الدافئة، لم يكن مجرد طبيب في مقتبل عمره، بل كان ابنًا وحيدًا لعائلة وضعت فيه كل أملها. علاقته بحبيبته السابقة شيرلي تورنر كانت معقدة، يصفها المقربون بأنها “حب محكوم عليه بالانفجار”. شيرلي، الأكبر منه سنًا، كانت تسيطر عليه، وتغار من كل شيء، حتى من مرضاه.
في الأيام الأخيرة، أخبر أندرو أصدقاءه بنيّته إنهاء العلاقة. لم يكن يعلم أن شيرلي قد قطعت مئات الكيلومترات من كندا إلى أمريكا فقط لتراه… ولتقف أمامه للمرة الأخيرة. التقته في الموقف، تبادلا الحديث لدقائق، ثم أطلقت عليه الرصاص وهربت.
لم تستغرق الشرطة كثيرًا لتشتبه بها. لكنها غادرت إلى كندا، وهناك، ورغم كل الأدلة، تم الإفراج عنها بكفالة! في الأثناء، كانت حاملًا بطفل أندرو. خاض والداه معركة طويلة لضم الحضانة، وفي لحظة مأساوية لا تُنسى، قفزت شيرلي من على جسر وهي تحمل الرضيع بين ذراعيها.
ماتت هي والطفل، وانتهت القصة بجنازتين وقلوب مكسورة، وعريضة نُشرت في البرلمان الكندي لتغيير القانون… لكن لا شيء سيعيد أندرو.