
كتبت / رنيم علاء نور الدين
كانت جيل داندو واحدة من أكثر المذيعات شعبية في بريطانيا. وجهها كان مألوفًا للملايين، إذ كانت تقدم برامج إخبارية وتحقيقات اجتماعية، وارتبط اسمها بالعدالة والحقيقة. لكن في صباح يوم 26 أبريل عام 1999، تحولت حياة جيل إلى ما يُشبه النهاية المأساوية لفيلم غامض.
في تمام الساعة 11:30 صباحًا، وبينما كانت تفتح باب منزلها الواقع في شارع فولهام بلندن، اقترب منها رجل مجهول الهوية وأطلق عليها رصاصة واحدة من مسدس كاتم للصوت في رأسها، ثم فرّ من المكان دون أن يترك خلفه أي أثر يُذكر.
سمع أحد الجيران صوت ارتطام عنيف لكنه لم يدرك أنه صوت رصاصة قاتلة. دقائق فقط ووجدت جيل ممددة على الأرض، غارقة في دمائها. لم يتمكن الأطباء من إنقاذها، وأُعلنت وفاتها بعد أقل من ساعة.
بدأت الشرطة واحدة من أضخم التحقيقات في تاريخ بريطانيا الجنائي. تم الاشتباه في العديد من الأشخاص، من بينهم أحد المعجبين بها ويُدعى باري جورج، وهو رجل يعاني من اضطرابات نفسية. أُدين باري عام 2001، لكن لم يكن هناك دليل مادي قوي يربطه بالجريمة، سوى وجوده النسبي في المنطقة وسجله السابق.
في عام 2008، وبعد حملات من محامي الدفاع، أُعيدت محاكمته وتمت تبرئته. وبهذا، عادت القضية إلى نقطة الصفر. وسائل الإعلام تداولت نظريات كثيرة، منها أن جيل قُتلت على يد عصابات دولية بسبب إحدى التحقيقات التي كانت تعمل عليها، أو أن القاتل كان قاتلًا محترفًا مأجورًا.
ومع مرور أكثر من عقدين، لا تزال جريمة قتل جيل داندو جرحًا مفتوحًا في الذاكرة البريطانية، وصوتها الذي كان يُحارب الظلم، صامت إلى الأبد… لكن الأسئلة لم تصمت بعد.