
قصة لفتاة عانت من مرضٍ نفسيّ ثم استطاعت النجاة من براثنه.
كتبت: نجلاء طه
في هذهِ الحياة بظروفها المتقلبة، ومشاكلها المستمرة: يمكن أن نتعرض لمشاكل نفسية مختلفة؛ فهناك من يتعرض لنوبات غضب، وهناك من يعاني بسبب صدمات ويحزن بشدة؛ الأمر الذي قد يؤدي به إلى التفكير في الانتحار!
والخطأ الذي قد نقع فيه هو تجاهل هذه المشاكل، وتهميشها وكأن هذا هو الحل.. لكن مهلاً! ربما الاطلاع على قصص لأناس أجبرتهم ظروف الحياة على حدوث أزمات نفسية
يجعلنا نهتم أكثر بأنفسنا وصحتنا النفسية ولا نهمشها.
وها هي قصة لفتاة شابة أعرفها مرت بصدمات في حياتها، وانهيارات نفسية، وهناك وقفات في حياتها وقصة تعافيها تستحق التأمل!
تقول:
“كنت أخاف بشدة من الطبيب النفسي، وهذه أول تجربة لي .. وسبب خوفي هو أن يقوم بإفشاء أسراري فيدمر حياتي.. كنت أشعر أنني سأموت قهراً إن علِمَ أحد بها.
جاءت لي فترة أصبحتُ مترددة في كل شيء – بمعنى كل شيء -وأنني لا أفهم الصواب من الخطأ وتائهة، وأيضاً لا أستطيع فعل أي شيء وأظل جالسة صامتة ويدور عقلي.
أصبحتُ على هذا الحال فجأة.
وكنت حزينة جداً.
فكرت في الذهاب إلى الطبيب النفسي، وكنت حينها في الصف الثالث الثانوي.. لم يخبرني بإسم المرض لكنه أعطاني علاجاً، وعندما أخذته شعرت بصفاء ذهني وسلام نفسي؛ فقمتُ بإيقاف العلاج دون الرجوع إلى الطبيب.
مرت عدة أشهر ثم لاحظت أمور غريبة بدأت تزداد عندي! أصبحتُ أتعرض لنوبات غضب وفرح في نفس اليوم، وكنت أشعر أنني أفضل إنسانة في العالم وأتخيلني أنقذ البشرية!
عرفت فيما بعد أن هذه النوبات سببها تعرُّضي لصدمات وظروف سيئة مختلفة
من ضمنها تعرّضي للعنف الجسدي من أحد أقاربي وضربني ضرباً مبرحاً.
وتعرضي للتنمر والإيذاء النفسي في المدرسة من الطالبات وأيضاً الأخصائيات!
فقد كنت متقلبة المزاج بشدة أفرح سريعاً بقوة، ثم أغضب
سريعا فقد كنت أمرّ بمشاعر قوية مختلفة في يومٍ واحد.
فشعرتُ بألم نفسي كبير لكن لم أرغب في أخذ العلاج مرة أخرى! فقام أهلي بإجباري على دخول المستشفى.
فكنت أشعر بشعور سيء لا يمكنني وصفه عندما أستيقظ يومياً فكنت بعيدةً عن أهلي
آخذ العلاج يومياً وأنا مستسلمة.
بكيت كثيراً قبل وبعد دخول المستشفى لأن الصدمات جعلتني عصبية وحزينة.
كلما بدأ يومي ظللت أفكر متى سأخرج من هنا ؟
وذات يوم .. بعد مرور شهر! دعوت الله كثيرا أن أخرج .. بعد صلاة الظهر .. ثم!
فسمعت الممرضة تنادي بإسمي بصوتٍ عال؛ فهرولت إليها لتخبرني أن أجهز أغراضي لأنني سأرحل! فكنت مصدومة لعدة دقائق غير مصدقة لما سمعته!
هل حقاً سأذهب إلى أهلي وأصدقائي وأحبابي مرةً أخرى؟
كم هو شعور جميل أن تبكي من الفرحة!
الآن مر عامين وعدة أشهر..حدثت فيهم النوبات نعم لكن بشكل أقل من السابق بكثير
أصبحت أهدأ وأكثر اتزاناً، وأفعلُ نشاطات مختلفة في يومي ولا أفكر كثيراً قبلها.
أتذكر عندما كنت أنظر يومياً من نافذة غرفتي بالمستشفى وأرى الناس يسيرون بحرية – وأنا سجينة.
كنت أنظر إليهم بألم! الآن أنا حرة تماماً
بفضل الله أسير وأذهب هنا وهناك.
مارست هواياتي
وتغيّرت حياتي
أدرس وأعمل، وأشاهد المحاضرات
كل ذلك بفضل الله
وأتذكر أيضاً الدعم النفسي الذي تلقيته من أمي، وأختي، وأخي، ومحاولاتهما تهدئتي وضَخّ الراحة بداخلي!
عندما تم إجباري على الحجز في المستشفى، لم أكن أعرف النور والخير الا بعد الخروج .. كنت متشائمة إلى أقصى حد.
أنا الآن أفضل بكثير؛ بفضل الله ثم بفضل أهلي وأحبابي، والعلاج “.
كانت هذهِ قصة مؤثرة أحبها؛ لأن بها ثمة تفاصيل تمسّ قلب أي إنسان، ويمكن أن نتعلم منها عدة فوائد:
١- اللجوء فوراً إلى الطبيب وعدم الإهمال
٢- بداخل كل حزن هناك خير وفائدة ربما نجهلها؛ فمثلاً الأحزان والمشاكل يمكن أن يعلموننا الصبر، والقوة.
٣-أهمية عدم إيقاف العلاج دون أن يأمر الطبيب بذلك.
٤-ضرورة التقرب من الأهل والأصدقاء؛ لأنهم – بعد الله – قد يمثلون سنداً كبيراً لنا.
Author Profile
-
موقع الكترونى اخبارى اجتماعى تنموى يهتم بكل ماهو جديد على الساحة المحلية والإقليمية والعالميه
من اخبار وفن ورياضة واقتصاد واحداث جارية ويهتم بالصحة والتعليم والتنمية المحلية
https://esharekhabar.com/
https://www.youtube.com/@esharekhabar
Latest entries
أخبار الرياضة22 نوفمبر، 2024فوز الفريق الأول لكرة القدم سيدات بنادي الزمالك ضمن منافسات الجولة ال 9
أخبار الرياضة22 نوفمبر، 2024بمشاركة تريزيجية الريان يخسر أمام الشمال بثنائية مقابل هدف
الفن والنجوم22 نوفمبر، 2024آية سماحة مضيفة طيران وأحمد مالك طبيب أسنان ضمن أحداث فيلم 6 أيام
الفن والنجوم22 نوفمبر، 2024سلوى عثمان تجسد شخصية حماة رنا رئيس ضمن أحداث مسلسل روح جدو
من اخبار وفن ورياضة واقتصاد واحداث جارية ويهتم بالصحة والتعليم والتنمية المحلية
https://www.youtube.com/@esharekhabar