
كتب الكاتب عبد الرحمن شعبان سعد
في زمنٍ ازدحمت فيه الشاشات الرقمية، وبات الفن فيه حبيس الأزرار والبرمجيات، يخرج إلينا فنان من نوعٍ مختلف… يحمل بيده فرشاة، وعلى طاولته كرتون وخشب، وفي خياله طفل لا يكبر. جاد ممدوح جاد، فنان موهوب من طراز خاص، لا يرسم فقط أشكالًا، بل يبعث فيها الحياة، يصنع من الخشب والكرتون قطعًا تنطق بالإبداع، وتُدهش كل من يراها.
البدايات… شغف بدأ في الصغر
اكتشف جاد موهبته مبكرًا، وتحديدًا في المرحلة الإعدادية، حين وجد نفسه يكثر من التخطيط والرسم على الورق. لم تكن موهبته وقتها واضحة المعالم، لكنها كانت تسير بخطى واثقة، حتى تحولت تدريجيًا إلى مهارة حقيقية في التعامل مع الأشكال والأبعاد، وبات قلمه وأدواته جزءًا من يومه، لا ينفصل عنه.
دعم عائلي لا يُنسى
في حياة جاد، لم يكن الطريق سهلاً، لكنه لم يكن يومًا وحيدًا. كان لعائلته الدور الأكبر في دعمه وتحفيزه، فكانوا يشجعونه على الاستمرار، ويدفعونه للأمام. ورغم قلة الدعم الخارجي، بقيت كلماتهم الإيجابية ووقوفهم بجانبه حافزًا قويًا جعله يتجاوز العقبات.
تحديات وصبر… لكنه لم يتوقف
من أكثر التحديات التي واجهها جاد كانت تلك النظرات السلبية، والكلمات المحبطة التي يسمعها أحيانًا ممن حوله. لكنه لم يسمح لها أن تسرق منه حلمه، بل صنع من عزيمته درعًا يتصدى لكل نقد هادم، وكان يؤمن بأن الإرادة تصنع المعجزات، وبأن الفنان الحقيقي لا يحتاج إلا لإيمان داخلي وصبر طويل.
طموح يُرسم بخطٍ ثابت
جاد لا يرى موهبته مجرد هواية، بل يرى فيها مشروعًا كبيرًا لمستقبل عظيم. حلمه أن يصبح فنانًا معروفًا، وأن يستخدم فنه في تعليم الأطفال وتحفيزهم على الإبداع. يريد أن يكون قدوة، ويطمح أن يقف بجانب كل موهبة ناشئة، يشجعها، ويدفعها للأمام.
خطوات نحو الاحتراف
من بين مشاريعه الحالية، يعمل جاد على تطوير مهاراته في رسم البورتريهات، ويجتهد يوميًا ليصل إلى مستوى فني أعلى. كما يسعى إلى توسيع أدواته، ويبحث دائمًا عن أفكار جديدة يضيفها إلى لوحاته وأعماله، بهدف أن تكون له بصمة لا تُنسى.
طاقة لا تنضب… وإرادة لا تنكسر
ما يدفع جاد للاستمرار رغم كل شيء هو حبه الصادق لما يفعل. يرى أن الإرادة هي أساس النجاح، وأن كل فنان يحمل بداخله طاقة يجب أن يستخدمها، ويؤمن بأن كل فشل هو مجرد خطوة على طريق النجاح، المهم أن ننهض بعد كل سقوط.
رؤية فنية ورسالة للمجتمع
يرى جاد أن المواهب الشابة هي البذرة الأولى لبناء مجتمع متقدم. فكل موهبة تُحتضن وتُشجع، تصنع أملًا جديدًا، وتفتح بابًا للإبداع والابتكار. ولهذا، لا يتردد في توجيه رسالته لكل من يحمل حلمًا صغيرًا: لا تستسلم… كافح… وسِر بثبات نحو هدفك.
رأيي الشخصي في هذه الموهبة
جاد ممدوح هو أحد هؤلاء الفنانين الذين لا يركضون خلف الأضواء، بل يصنعونها بأنفسهم. يملك يدًا ذهبية تعرف كيف تُحوّل الخامات البسيطة إلى أعمال تنبض بالحياة، ويملك قلبًا نقيًا لا يرى في الفن إلا وسيلة للتعبير عن الجمال والحب والإصرار.
ما أعجبني فيه ليس فقط موهبته، بل إنسانيته وطموحه ورغبته في أن يكون عونًا لكل موهوب. قليلون هم من يرون الفن وسيلة لبناء الآخرين لا أنفسهم فقط… وجاد هو أحد هؤلاء القلائل. أؤمن أنه لو استمر بهذا الشغف والإصرار، فسيصل لأبعد مما يتوقع، وسنراه يومًا اسماً لامعًا في سماء الفن اليدوي والرسم الإبداعي.
جاد… فنان يزرع الجمال بيديه، ويمنحه للناس دون شروط.
Author Profile
Latest entries
المال والاعمال5 يوليو، 2025توريد كميات القمح بإجمالى 553 ألف و 200 طن حتى الآن لموسم الحصاد الحالى
الفن والنجوم5 يوليو، 2025جاد ممدوح جاد – فنان التفاصيل الخشبية وبانٍ لعوالم الكرتون
حوادث وتحقيقات4 يوليو، 2025قوات الحمايه المدنيه تسيطر على حريق بشارع كعابيش بفيصل
تقارير وحوارات4 يوليو، 2025الفنانه نيللي كريم في إطلالة صيفية مبهجة..