كتبت : آية يوسف
منذ عرضه العالمي الأول بمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي بأغسطس الماضي وحتى الآن، قبيل مشاركته في ثلاثة مهرجانات دولية أخرى خلال شهر أكتوبر الجاري، انهالت الإشادات النقدية والمدح من مختلف المواقع العالمية على الفيلم الفلسطيني القصير “ما بعد”، للمخرجة “مها حاج” والذي يشهد عرضه الأول بالعالم العربي في الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي (24 أكتوبر – 1 نوفمبر).
بدراما مؤثرة دون افتعال أو مأسوية، تأخذنا المخرجة الفلسطينية مها حاج، إلى داخل عالمها في فيلمها حيث نطل على واقع موازي تهرب فيه شخصياتها من الألم والخسارة.
في وصفه لعالم مها حاج، السينمائي، كتب الناقد جوزيف فهيم لموقع Middle East Eye “في عالم الحاج، يشكّل الاستسلام وقبول الوضع غير المتغير للفرد الذي يفرضه المحتل الإسرائيلي، عنصرًا أساسيًا في التجربة الفلسطينية المعاصرة”.
ويضيف “يمكن النظر إلى مشروع الحاج جزئيًا باعتباره مسعى لمواجهة السلوك المهين للمحتل الإسرائيلي: محاولة لتذكير العالم بالقلق الهائل الذي تعيشه كل أسرة في غزة بشكل غير مرئي وصامت”. واختتم كلامه بوصف الفيلم بأنه “أفضل فيلم عربي قصير لهذا العام – جميل ومؤثر ومفجع في نهاية المطاف”.
وصفه الناقد بانوس كوتزاتاناسيس لـ Asian Movie Pulse أنه “أحد أفضل أفلام العام حتى الآن” وذلك يرجع لقصته التي يتماهى معها المشاهد بكل سهولة والتي تتناول سليمان (محمد بكري) ولبنى (عرين عمري)،وهما زوجان منعزلان يتعرض خيالهما المصون بعناية للتهديد عندما يستحضر شخص غريب غير مدعو حقيقة مؤلمة.
يحكي ما بعد قصة عن الخسارة والمعاناة والألم باستخدام قوة الخيال البشري والحد الذي يمكن للوهم أن يدفع الإنسان إليه وهذا ما جعل الناقد صامويل إيمبو يصف الفيلم لـ sinistra.ch بـ”صرخة من أجل فلسطين في مهرجان لوكارنو”.
وأشادت سلسبيل ياسر في Cairo360 بالفيلم بأنه “تحية صادقة لمرونة الروح الإنسانية”، كما أضافت قائلة “إنه يمثل تأملاً مؤثراً في ندوب الحرب والأمل الذي لا يزال قائماً على الرغم من كل شيء”. كما رأت أن الفيلم “بمثابة تذكير قوي بكيفية استمرار الحزن وعذابه لفترة طويلة بعد وفاة أحد الأحباء، ويرسم صورة مؤلمة لمحنة غزة”.
كما أشاد كوتزاتاناسيس بالتصوير السينمائي لأوغستين بونيه و”قدرته على الاستفادة بأقصى حد من تكشّف الفيلم كقصة على المسرح، مما يسمح بالتركيز على الشخصيات وما تقوله”.
وبالنسبة للأداء التمثيلي في الفيلم، أشاد به محمد رُضا في جريدة الشرق الأوسط حيث كتب “تمثيل عرين عمري ومحمد بكري مثل عزفٍ موسيقي ثنائي متجانس”. كما أضاف “كل شيء في مكانه والإيقاع متنقلٌ، لكنه غير مستعجل للوصول إلى تلك المفاجأة التي كان يمكن لها أن تُهدر فيما لو أن المعالجة الإجمالية لم تكن واحدة منذ البداية”.
كما عبرت مارينا دي ريتشتر في Ubiquarian عن إعجابها بالجانب التقني في الفيلم “في المشاهد التي تم تصويرها في المنزل، تكاد الظلال تبتلع الوجوه مع تباينات كبيرة تبرز المشاعر. هناك شيء آخر كامن في الظلال: الصراع المستمر في غزة”. كما أضافت “فيلم (ما بعد) هو دراما مؤثرة للغاية وقد تم تنفيذه بدقة فنية على يد طاقم عمل ممتاز”.
وأخيرًا عبَّر أيفو سيلفسترو في laRegione عن إعجابه بالرمزية في الفيلم “يبدو الفيلم محملاً بالرموز: شجرة الزيتون كرمز للصمود والسلام، والوجبات كلحظات للمشاركة”. ثم أضاف “ويبدو أن هذه الرموز تجيب على السؤال الحتمي: هل من الممكن أن تكون النتيجة في النهاية هي المصالحة؟”
فيلم” ما بعد”، هو إنتاج فلسطيني فرنسي إيطالي مشترك، من إخراج وتأليف مها حاج، وبطولة الممثلين الفلسطينيين محمد بكري وعرين العمري وعامر حليحل، إنتاج حنا عطالله ورونزا كامل (August Films)، مع المنتجين المشاركين باولو بنزي وتيريزا مانينو وجولييت لوبوتر وبيار مناحيم. مدير التصوير أوغستين بونيه، ومونتاج فيرونيك لانج، وموسيقى منذر عودة. تتولى MAD Distribution التوزيع والمبيعات في العالم العربي، بينما تتولى MAD World المبيعات في باقي أنحاء العالم.
من اخبار وفن ورياضة واقتصاد واحداث جارية ويهتم بالصحة والتعليم والتنمية المحلية
https://www.youtube.com/@esharekhabar