
كتب: حسن أيمن
في يوم من الأيام، وأنت راجع البيت، وسط الزحمة والدوشة، فجأة تيجي في بالك جملة غريبة:
“هو أنا فعلاً عايش؟ ولا بس بكمّل؟”
مش تعب… ومش اكتئاب بالمعنى الكلاسيكي…
بس في حاجة ناقصة.
حياة شغّالة… بس من غير روح.
—
الروتين مش دايمًا أمان
الناس بتفتكر إن وجود جدول يومي وشغل ثابت وروتين مريح = استقرار.
بس ساعات، الروتين بيتحول لحاجة بتخنق،
بتصحى، تفطر، تنزل، ترجع، تنام… وهكذا.
والمشكلة مش في الأفعال… المشكلة إنك مش حاسس بحاجة فيهم.
—
إزاي تعرف إنك عايش أو بس بتكمل؟
مش فاكر آخر مرة كنت مبسوط فعلًا.
كل يوم شبه اللي قبله، حرفيًا.
بتنجز حاجات كتير، بس مش حاسس بقيمتها.
بتعدّي الأسبوع كله مستني يوم الإجازة… ولما ييجي، مش بتعرف تفرح بيه.
في فراغ داخلي، بس مش قادر تسميه.
—
طب ليه بنوصل للمرحلة دي؟
علشان ضغط الشغل وسرعة الحياة بتاخدك بالعافية.
علشان بنهتم “نعمل اللي المفروض” مش “اللي إحنا محتاجينه”.
علشان ساعات بنهتم بنجاح الصورة… مش إحساسنا الحقيقي جواها.
علشان محدش علّمنا نفرمل شوية ونبص جوه نفسنا.
—
هل الحل إنك تسيب كل حاجة؟ لأ. بس لازم توقف وتفكر
إيه آخر حاجة عملتها لنفسك مش لشغلك أو لغيرك؟
إيه الحاجة اللي كنت بتحبها، وبطلتها؟ وليه؟
بتقضي وقت مع نفسك… ولا بتتجنّبها؟
لو اليوم بيخلص، بتحس إنه راح؟ ولا إنه عدى؟
—
حاول تبدأ بحاجة بسيطة
اقفل موبايلك ساعة كل يوم.
ارجع لهواية قديمة حتى لو 10 دقايق.
اقعد مع نفسك من غير صوت، واسمع تفكيرك.
امشي حافي في أوضتك، امسك ورقة واكتب فيها كلام من غير ترتيب.
جرّب تكلم شخص بتحبه… مش علشان تحكي مشكلة، بس علشان تشاركه وجودك.
—
اللي بيعيش مش هو اللي بيتحرك… هو اللي حاسس إنه بيتحرّك.
مفيش حد فينا محتاج حياة مثالية، بس كلنا محتاجين نحس إننا موجودين فيها.
فـ قبل ما تكمّل بكرة بنفس الطريقة… اسأل نفسك:
أنا عايش… ولا بس بكمّل؟
Author Profile
Latest entries
مقالات23 يونيو، 2025وزيرة التضامن الاجتماعي تشهد ختام فعاليات البرنامج التدريبي الموسع للقائمين على أعمال المسح الوطني الشامل للحضانات
مقالات23 يونيو، 2025«صحة كفر الشيخ» تواصل حملاتها وتضبط مخالفات جسيمة في القطاع الطبي الخاص
الفن والنجوم19 يونيو، 2025حامد سوسته.. من تيك توك إلى النجومية الفنية
الفن والنجوم19 يونيو، 2025حامد سوسته.. من الشاشة الصغيرة إلى قلوب الناس