
كتبت/رنيم علاء نور الدين
في أحد الأحياء الهادئة بمدينة الإسكندرية، كانت هناك شقة تشغلها ثلاث طالبات جامعيات يدرسن الطب. في إحدى الليالي، عادت اثنتان منهن من المكتبة لتجدا الباب مفتوحًا، والأنوار مطفأة. عند دخولهن، لاحظتا رائحة غريبة، وبحثتا حتى وجدتا زميلتهن، سلمى، ممددة على الأرض، والدماء تغمر رأسها.
الشرطة وصلت خلال دقائق. سلمى تعرضت لضربة قاتلة بأداة حادة في مؤخرة الرأس، ولا توجد علامات اقتحام أو سرقة. كانت النافذة الخلفية مفتوحة بشكل غريب، وكأن أحدهم خرج منها.
التحقيقات بدأت بحصر العلاقات المحيطة بسلمى، واتضح أنها كانت مرتبطة عاطفيًا بزميل سابق، تركها منذ شهر. أحد الجيران أفاد بأنه رأى شابًا يخرج مسرعًا من بوابة العمارة في توقيت قريب من الجريمة. تم التعرف على الشاب، وألقي القبض عليه، لكنه أنكر أي صلة بالجريمة. ورغم عدم وجود دليل مادي ضده، أُفرج عنه لاحقًا.
بعد عامين، وفي جريمة أخرى مشابهة لطالبة من نفس الجامعة، تم العثور على أداة الجريمة القديمة في منزل مجرم مسجل خطر. اعترف بقتل الطالبتين بدافع الانتقام من المجتمع الأكاديمي الذي رفض قبوله سابقًا. كانت سلمى أول ضحية له. وقد أُغلق الملف، لكن أثر الجريمة لا يزال محفورًا في نفوس الطالبات اللواتي عشن تلك الليلة السوداء.