الساكنة في المقبرة: جريمة الحي المسالم

شارك الخبر

كتبت / رنيم علاء نور الدين

في منطقة المعادي القديمة، وتحديدًا في شارع هادئ يعرفه السكان باسم “شارع الفيلا البيضاء”، كانت تعيش عبير عبدالعال، 67 عامًا، أرملة وأستاذة جامعية متقاعدة، تقضي يومها في القراءة والعناية بحديقتها الصغيرة. لم يكن لها أولاد، وكانت علاقتها بجيرانها محدودة، لكنها معروفة بينهم بالهدوء والتحفظ.

في صباح يوم 4 فبراير 2017، لاحظ أحد الجيران أن باب فيلا عبير مفتوح قليلًا، وهو أمر نادر. حين لم ترد على الاتصال أو الطَرق، دخلت جارتها رشا لتجدها جثة هامدة في غرفة المعيشة، موضوعة بعناية فوق الأريكة، وعيناها مغطاتان بمنديل أبيض، وفي فمها وردة مجففة.

الشرطة وصلت إلى مكان الجريمة، لتجد أن لا شيء تقريبًا تم سرقته. كل شيء في مكانه، ما عدا ثلاثة كتب اختفت من مكتبتها: روايتان لنجيب محفوظ وكتاب عن الميثولوجيا المصرية.

تقرير الطب الشرعي أكد أن الوفاة حدثت خنقًا باستخدام حبل ناعم، دون أي مقاومة. المثير للدهشة أن عبير كانت ترتدي أفضل ثيابها، وتضع عطرها المفضل. لا بصمات واضحة، لا آثار اقتحام، والباب الأمامي لم يُكسر.

الجيران لم يلاحظوا حركة غريبة في الليلة السابقة، عدا صوت موسيقى كلاسيكية خافتة من داخل الفيلا عند حوالي العاشرة مساءً.

التحقيقات كشفت عن أمر غريب: عبير كانت ترسل رسائل إلى نفسها عبر البريد الإلكتروني، تُسجل فيها خواطر وتأملات كأنها تخاطب شخصًا غائبًا. إحدى هذه الرسائل كانت بعنوان: “إلى من سيزورني أخيرًا”، ومكتوب فيها:
“سأكون جاهزة حين تأتي. الوردة في فمي… والتاريخ محفوظ.”

عثر المحققون على كاميرا مراقبة قديمة في زاوية الحديقة، لكنها كانت مُعطّلة منذ سنوات. كل من كانوا يعرفون عبير قالوا إنها لم تكن تخاف الموت، بل كانت تتحدث عنه باعتباره “زائرًا محببًا سيأتي بلحظة منتقاة“.

رغم الاشتباه في أحد طلابها السابقين الذي كان يزورها من وقت لآخر، فإن بصمته لم تُطابق، ولم يكن في القاهرة وقت الجريمة. بقيت القضية بلا مشتبه به، وسُجلت كواحدة من أكثر الجرائم الغامضة في المعادي.

Author Profile

esharekhabarnews

موقع الكترونى اخبارى اجتماعى تنموى يهتم بكل ماهو جديد على الساحة المحلية والإقليمية والعالميه
من اخبار وفن ورياضة واقتصاد واحداث جارية ويهتم بالصحة والتعليم والتنمية المحلية

https://esharekhabar.com/
https://www.youtube.com/@esharekhabar