
كتبت / رنيم علاء نور الدين
في إحدى قرى محافظة أسيوط، حيث الطابع الريفي البسيط والهدوء المعتاد، وقعت جريمة قتل هزت المنطقة بأكملها. الضحية كان شابًا في العشرينات من عمره، يُدعى محمود علي، وهو مزارع بسيط يعمل في الأرض ورثها عن والده. محمود كان محبوبًا بين أهالي قريته، معروفًا بأخلاقه الطيبة وابتسامته التي لا تفارق وجهه. ولكن في تلك الليلة، اختلطت الظروف القاسية والمشاعر الغاضبة لتؤدي إلى مقتله في لحظات.
الجريمة بدأت بشكل غير متوقع، حيث كان محمود في طريقه إلى منزل أحد أصدقائه ليقضي سهرة هادئة، كما كان يفعل دائمًا. ولكن قبل أن يصل إلى وجهته، اعترضه شخص يُدعى حسين عباس، جار له من العائلة المجاورة، وكان معروفًا بكونه شخصًا عصبي المزاج ومتهورًا.
حسب التحقيقات، كان بين حسين ومحمود خلاف طويل الأمد حول قطعة أرض صغيرة كان كل منهما يدعي حقه فيها. كانت الخلافات تتزايد بينهما على مدار الأشهر، وخاصة أن حسين كان يحاول استغلال علاقته بالجيران للضغط على محمود للتنازل عن الأرض.
في تلك الليلة، حين اعترض حسين طريق محمود، حدث نقاش حاد بينهما. حسب شهادة شهود عيان، بدأ حسين بالصراخ في وجه محمود، مطالبًا إياه بالتنازل عن الأرض، ولكن محمود كان قد قرر رفض كل محاولات التنازل. وتطورت المشادة إلى تهديدات، حيث قال حسين لمحمود: “هتندم على اليوم اللي قابلتني فيه”، ثم سحب مسدسه من تحت ملابسه وأطلق رصاصة واحدة أصابت محمود في قلبه.
المجزرة لم تستغرق أكثر من ثوانٍ، حيث سقط محمود على الفور على الأرض وسط دمائه. على الرغم من محاولات بعض الجيران لإنقاذه، إلا أنه فارق الحياة في الحال.
التحقيقات أظهرت أن حسين كان يحمل المسدس بشكل غير قانوني، وأنه كان يعاني من توتر عصبي شديد بسبب المشاكل المالية التي مر بها مؤخرًا. كما تبين أنه كان تحت تأثير مشاعر الانتقام بسبب الخلاف على الأرض.
عندما تم القبض على حسين، اعترف بالجريمة دون تردد، وقال: “كل هذا بسبب الأرض. كنت مش قادر أتحمل أنه يرفضني كده قدام الناس، فقررت أخلص منه”. النيابة وجهت له تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وأمر القاضي بحبسه على ذمة التحقيق لحين صدور تقرير الطب النفسي لتحديد مدى صحته العقلية.
في هذا الحادث، تحولت الخلافات البسيطة إلى كارثة حقيقية، حيث انتهت حياة شاب في لحظات بسبب تصرف متسرع وعصبية.
Author Profile
