
كتبت / رنيم علاء نور الدين
في إحدى ضواحي مدينة طنطا، جريمة مروعة حدثت في منزل قديم، حيث كانت هناك امرأة في العقد الرابع من عمرها تُدعى فاطمة عبد الرحمن، قُتلت على يد زوجها، يوسف زكريا، في لحظة غير متوقعة. لكن ما أثار الحيرة في الجريمة هو أن يوسف كان يعيش معها في سلام، وكان معروفًا بين جيرانه بشخصيته الهادئة. فما الذي دفعه لقتل زوجته؟
الحقيقة كانت صادمة، فبعد التحقيقات تبين أن الجريمة لم تكن بسبب خلافات كبيرة أو مشاكل عائلية، بل بسبب تصرف عفوي للغاية من فاطمة، كان بمثابة الشعلة التي أشعلت الغضب الكامن داخل يوسف لسنوات.
قبل الجريمة بيومين، كانت فاطمة قد قررت تغيير صورة البروفايل الخاصة بها على فيسبوك. الصورة كانت حديثة، حيث التقطتها مع أحد أصدقائها المقربين في الحديقة العامة. هذه الصورة كانت السبب في اشتعال نار الشك لدى يوسف، الذي بدأ يتساءل عن سبب تلك الابتسامة الواسعة على وجه فاطمة بجانب شخص آخر. لم يكن يعرف هذا الشخص.
في اليوم التالي، دخل يوسف المنزل متأخرًا من العمل، فوجد فاطمة جالسة على الأريكة، تضحك مع أحد أصدقائها عبر الهاتف. سألها عن الشخص الذي كان يرافقها في الصورة، إلا أن فاطمة ابتسمت وأخبرته بأنه مجرد صديق قديم من أيام الدراسة. لكن جوابها لم يهدئ يوسف، بل زاد من شكوكه. تصاعدت المناقشة بسرعة، ليصبح الموقف مشحونًا بالغضب.
في لحظة غير متوقعة، انتقل يوسف إلى المطبخ، وأمسك بسكين كانت موجودة على الرخامة. في ظل الغضب المشتعل، طعنها في صدرها، ثم أغمض عينيه للحظات وكأن شيئًا لم يكن. الجيران الذين سمعوا الصراخ، حضروا سريعًا ووجدوا فاطمة غارقة في دمائها، بينما كان يوسف يلوذ بالصمت.
التحقيقات كشفت أن يوسف كان يعاني من اضطرابات عقلية بسيطة نتيجة لضغوط العمل، وكان يعاني من شكوك مرضية دائمًا، وهو ما أثّر بشكل سلبي على علاقته الزوجية. وحين تم تفريغ هاتفه، تبين أنه كان يراقب فاطمة على مدار الأيام السابقة، ويحاول اكتشاف أي حركة مشبوهة قد تدل على خيانتها.
وبحسب تقرير الطب الشرعي، تأكد أن فاطمة توفيت على الفور بعد الطعنة الثانية، التي كانت دقيقة في مكان القلب، مما جعل الجريمة لا تستغرق أكثر من دقيقة واحدة.
عندما تم التحقيق مع يوسف، اعترف فورًا بالجريمة، وقال: “لم أكن أصدق أنها فعلت ذلك، كانت الصورة كافية لتدمير كل شيء بيننا”.
الجريمة أثارت جدلًا حول قوة تأثير الشكوك في العلاقات وكيف أن حادثًا عابرًا أو حتى صورة قد تتحول إلى مبرر لقتل، مما يثير تساؤلات حول الصحة النفسية والعلاقات المعقدة.
Author Profile
