
كتبت : رنيم علاء نور الدين
من أخطر الصفات التي يمكن أن تتملكها النفس البشرية هي الطمع والخبث، فبسبب الطمع يمكن أن يتحول الصديق لعدو لمجرد فقط رأي أن صديقه أفضل منه في شئ ، لا أحد يريد أن يصبح أفضل من الأخر الكل يريد أن يصل إلي القمة هو فقط لهذا إذا يجب عليك أن تحذر من شئ ،فأحذر من بني جنسك.
بدأت تفاصيل القضية مع أسامة توفيق منصور الذي ولد عام 1993، بمحافظة الشرقية بمركز هيها ،وكان من المعروف عن أسامة أنه من عائلة ذات رقى وغنية للغاية ،وكان معروف أنه شجاع وبه الصفات النادرة فكما كانت تقول عنه والدته أنه عملة نادرة ، كان أسامة يملك حلم مثل أي شاب في سنة ، فكان حلمه أن يلتحق بكلية الطب ،وبالفعل بذل قصارى جهده والتحق بكلية طب الأزهر وتخصص في قسم العظام إلي أن تخرج من الكلية بتفوق وعلى الفور تم تعينه في معهد ناصر للبحوث والعلاج المتواجدة بالساحل بالقاهرة ، وكان أسامة يمتلك حلم كبير وهو أن يمتلك مركز طبي متخصص في العظام ، وأن يمتلك عيادة خاصة بيه وبسبب وضعه المادي استطاع أن يشارك في عيادات كثيرة وكان صديقه الوحيد والذي يمثل أخ “أحمد شحتة” شريك معه في العيادة الخاصة به .
كان أسامة وأحمد أصدقاء مقربين ولأن أسامة يعتبر أن أحمد مثل أخيه الذي يمكث بالسعودية ، أخبره عن حلمة بفتح مركز طبي بأسمه ، كما أخبره أن أخيه سيرسل له أموال ليبدأ مشروعه الخاص ، وكان أحمد يحكي لصديقه عن أحلامه بنوايا حسنة وفي جه أخرى كانت نوايا أحمد تتحول لنوايا سيئة تجاه صديقه بعدما علم بما يريده وهنا بدأت المقارنات بينه وبين صديقه وجد أنه لم يحصل على شئ طيله حياته وأن أسامة يملك كل شئ وكان نتيجة هذا أنه بدأ يزيد كراهيه تجاه صديقه وكانت نتيجة هذا أنه وضع خطة شيطانية لكي يحصل على مايملكه أسامة .
في الجهه الأخرى كانت والدته أسامة والتي تدعي زينب ، تستعد لأقامة مسالك العمرة وفي ذات الوقت كانت تزور أبنها المتواجد بالسعودية وكانت على تواصل مستمر مع أبنها أسامة طول فترة سافرها ،حتى أتاها أسامة بخبر غير حياتها …حيث أخبرها أسامة أنه معجب بأحد زميلاته ويريد أن يتقدم لها وووعدته زينب أن عند نزولها إلي مصر سيذهبا إلي طلب يدها لكنها لم تعلم أن هذه أخر مرة ستسمع صوت أبنها مرة أخرى .
فبعد ذلك كانت زينب تحاول أن تتواصل مع أسامة مرات عديدة لكنه كان لا يجيب عليها ، فظنت أنه منهمك في العمل لهذا السبب لا يجيب عليها ، وفي جهه أخرى كان المستشفي تبحث عن أسامة بسبب أختفاءه لمدة يومين ، فكان أخر ظهور له عندما كان مع زميل له بالمستشفي وأخبره أن هناك أحد من الأصدقاء سيأتي له في اليوم التالي ليحضر له بدله ،وفي اليوم التالي أتى ولم يجد أسامة متواجد في مكان عمله وفي ذات الوقت كانت زينب قلقة على أبنها وقامت بالأتصال بجيمع من يعرفوه على أمل تجد منهم من رأه لكن ولا أحد يعلم أين هو أسامة، وبسبب قلق زينب على أبنها قررت أن تعود وتبحث هي عنه.
وبالفعل عند عودته زينب ، ذهبت إلي قسم الشرطة لتقدم بلاغ بأختفاء أبنها ، وبعد ذهبها بـ10 ساعات، أتصلت بها المشفي وابلغتها بأنهم وجدوا أسامة لكنه تم العثور عليه جثة .
فعقب ذهاب زينب عقب تقديمها البلاغ ، أول شئ قامت به النيابة هو تتبع كاميرات المراقبة بالمستشفي ،ووجدت أن أسامة كان يقف مع أحد زملائه وأتت له مكالمة هاتفية ترك صديقه وأخبره أنه سيستأذن ليقابل أحد الأشخاص وبعدها قامت الشرطة بتتبع خط سيره عقب خروجه من المستشفي، ورأت الشرطة أنه ذهب إلي شقة في أحد المناطق وكان هذا أخر ظهور له،وعلى الفور تحركت الشرطة إلي المكان وبتفريغ كاميرات العمارة وجدت أن بعد مدة من الزمن خرج 3 أشخاص برفقه أسامة، لكنه كان جالس على كرسي متحرك وكان يرتدي ملابس مختلفة، وكان المشتبه بهم هم الـ3 أشخاص الذي كانوا يتواجدوا مع أسامة.ومن خلال تتبع هاتف أسامة أستطاعت الشرطة معرفته أخر مكان تواجد به أسامة وهو في منطقة روض الفرج مقر العيادة الخاصة به هو وشريكه أحمد شحته.
ذهبت الشرطة إلي هناك ووجدت أن هناك طبيب أخر متواجد وعندما قامت الشرطة بسؤاله عن الدكتور أسامة أبلغهم أنه مختفي منذ يومين ، وبسؤالهم عن الدكتور أحمد أخبرهم أنه مختفي منذ يومين أيضاً وأن لا يوجد أثر لأي واحد منهم ، قامت الشرطة بتفتيش العيادة ولاحظت أن هناك أغراض للبناء وبدخول غرفته الدكتور أسامة لم تجد أي شئ غريب ، وقررت الشرطة أن تعود إلي المالك الحقيقي للشقة وقاموا بالتحقيق معه إذا كان هو من قام بشراء تلك الأغراض ،لكنه أجابهم أن دكتور أحمد هو من طلب شراء تلك الأغراض منذ شهر ، قررت الشرطة أن تعود إلي العيادة مرة اخرى لتقوم بالبحث المكثف.
عند عودة الشرطة للعيادة ، قامت بدخول مكتب الدكتور أحمد وهنا قد أشتمت رائحة كريهه كانت أتيه أسفل سجادة ، وعندما قامت الشرطة برفع السجادة،أصبحت الرائحة أكثر وضوحاً لهذا أمرت النيابة بالحفر هنا لتجد أسامة مدفون في حفره لكنه جثة هامدة ، أرسلت الشرطة جثة أسامة للتشريح ، ومن خلال تقرير التشريح أثبت أن أسامة قد توفي بسبب جرعة زائدة من مخدر وأن دمه مسحوب حوالي لتر وأن هناك كدمات بسيطة ، فكان المشبته به الرئيسي في قتله هو أحمد شحته ،صديقة المقرب .
بدأت الشرطة في البحث عن أحمد شحته وعن الأثنين الذي كانا معه ، لأنه قد أتضح أنهم الـثلاثة الذين ظهروا في كاميرة المراقبة حاملين أسامة على كرسي متحرك ، فكان أحد الأشخاص فتاة تدعي إيمان والتي تعمل كمحامية، والشخص الثالث أحمد فرج والذي يعمل كممرض، عثرت الشرطة على إيمان أول واحده،كانت متواجده في منزل أهلها بالشرقية ثم عثرت على أحمد شحته الذي كان متخفي في محافظة المنيا، وتم العثور على الممرض في منزله ، وبدأـ التحقيقات مع الـ 3 أشخاص في مقتل الدكتور أسامة.
وحسب أقول إيمان ، أن أحمد شحته هو من طلب منها أن تستدعي أسامة بحجة أن والدتها مريضة وعندما يصل يقوموا بخطفه ونطالب بفديه من أهله ، وبالفعل قامت بما طلبه وأتصلت به عن طريق نمرة تلفون جديدة وأخبرته علي عنوان شقة قام أحمد شحته بتأجيرها، وأن إيمان كانت أول الأشخاص الذين ذهبوا للشقة لتكون في أستقبال أسامة ثم بعدها أتى كلاً من أحمد الممرض وأحمد شحته ثم أتى أسامة ، وحسب أقوال إيمان أن لحظة دخول أسامة إلي المنزل أنقض عليه أحمد والممرض وقاموا بتخديره وتكتيفه ووضعوه على كرسي متحرك ليتحركوا إلي العيادة وبسبب أنهم أحسوا أنه يمكن في أي وقت سيستعيد وعيه حقنوه بالمخدر لثالث مرة وكانت الكمية كبيرة تلك المرة فخطر في بالهم فكرة وهي أن يقوموا بحفر حفرة عميقة داخل مكتب أحمد ووضع أسامة بداخلها حي حتى توفى ،وقد علمت الشرطة أن السبب الذي جعل أحمد يخطف ويقتل صديقه هو أنه كان متزوج عرفي من إيمان وبسبب وضعهم المادي كان بحاجة إلي أموال ولأن أسامة كان يخبره بكل شئ فخطر في ذهنه تلك الفكرة الشيطانية .
وفي يوم 2 من سنتمبر لعام 2023 ، بدأ محكامة الـ3 متهمين ، وقد حُكم على إيمان بالسجن لمدة 15 عام ، وكلاً من الدكتور أحمد شحته والممرض أحمد بالأعدام شنقاً .