
كتبت : رنيم علاء نور الدين
نسمع أن الحيوانات المفترسة تكون خطر لكن هناك الأخطر من الحيوانات وسنعلم عنه الأن ، لكن ما يميز الحيوانات عنا أنهم يتصرفوا بغريزتهم فمن الغير المعقول أن تذهب وتخبر حيوان مفترس أن يأكل خبز بدل لحم لأن الله قام بتميزنا نحن بالعقل أم هما فلا ، فالحيوانات تمتلك عذر قوي للقتل فهم يسيروا حسب غريزتهم لكن الذي أخطر من الحيوان المفترس ولا يملك عذر للقتل نهائياً هو الأنسان ، الأنسان هو أخطر من الحيوان بكثير وقصة اليوم هي أكبر دليل علي صدق هذا الكلام .
بدأت أحداث قصتنا في مدينة دوغلاس ولاية ﭽورﭽنيا في يوم 20 سنتمبر عام 2006 ، كانت هناك أختين واحدة تدعي دوريس و الأخرى تدعي ليان ، ليان هي الأخت الكبيرة لدوريس ، لكن مكان يميز ليان عن دوريس أن دوريس مريحه ومتواضعة والجميع يحب التعامل معاها لأنها طيبة القلب أما ليان كانت مرحه أيضاً لكنها أنسانة عملية .
دوريس أنسانة متدينة للغاية ولهذا كل يوم أحد تذهب إلي الكنيسة وعندما ذهبت إلي الجامعة وجدت زوجها المستقبلي والذي يدعي ﭽون لكنه مختلف كل الأختلاف عن دوريس ، فهو كان من النوع الذي لا يعرف أن يتحدث و خجول للغاية فكان كلايهما يكملوا بعض حتى تزوجوا و أصبح لديهم 3 أطفال ، كان ﭽون هوايته لعب الجولف ولأن الحياة بشكل عام يمكن أن تتغير من الأفضل للأسوأ أو العكس فقد تغيرت حياة ﭽون .
حصل حادث جعل ﭽون يقف عن لعب الجولف وقرر أن يقوم بفتح منتزه للألعاب كبير أما دوريس فوجدت عمل كمدرسة في أحد المدارس وكان الحياة في تلك العائلة حياة مثالية كما أجمع الجميع لكن أتي اليوم الذي يحول تلك العائلة المثالية ، ففي يوم طبيعي كما أعتادت دوريس الذهاب إلي الكنيسة وجدت أن القس يخبرها أن هناك فتاة وجدوها ملقاه بلا مأوه بالشارع وكانت دي تلك نقطة تحول عائلة دوريس .
دوريس قررت أن تفعل شئ بدافع الحب وبسبب طيبة قلبها ، قررت أن تنتشل تلك الفتاة والتي تدعي بولا البالغة من العمر 15 عام من فنزويلا ، والسبب الذي كان يجعلها بالشارع هو أنها من المهاجرين الغير شرعين وكانت مقيمة مع عمتها بعد وفاة أهلها لكنها طُردت من قبل عمتها وكانت دوريس هي من قررت أن تتكفل بها من مأكل ومشرب وملبس ، وأن تعتبرها كأبنه لها ، أما ﭽون جعلها تعمل معه في المنتزة وتكسب فلوس بنفسها دون أن تشعر أنها عله عليهم ، وتحولت حياة بولا من حياة بائسة إلي حياة مثالية وأستمر هذا لمدة 4 سنين حتى أتي يوم 20 من شهر سنتمبر لعام 2006 .
في ذلك اليوم قرر ﭽون أن يغلق المنتزة للتنظيف هو وبولا علي الساعة الـ 8 صباحاً ، ولكنهم لم يكونوا بمفردهم مثل كل مرة بل كان معهم دوريس ، وكانت تلك أول مرة لدوريس أن تقوم بمساعدتهم ، لأنها من بداية فتح ﭽون للمنتزة وهي لم تذهب إلي هناك لتفعل أي شئ ، و حوالي الساعة 9 ونص ذهب ﭽون لمركز الأجهزة الكهربية وعند عودته للمنتزة علي الساعة 11 تفاجئ بمشهد بشع أمامه .
عندما عاد وجد أن دوريس مقتولة عن طريق رصاصة مستقره برأسها وعلي الفور قام بالأتصال بالشرطة والتي أتت بسرعة ووجدت أن ﭽون بجانب جثته زوجته وعندما قال لهم أنها لم تكن بمفردها وأن بولا كانت متواجدة معاها ولكنه لم يراها ، دخلت الشرطة للبحث عن بولا و وجدوها تتخفي في احد الألعاب وكانت تبكي من شدة الخوف ، بدأت التحقيقات علي الفور بعد أرسال جثمان دوريس للمشرحة .
علي حسب كلام ﭽون أنه ذهب إلي مركز الأجهزة الكهربية وترك كلاً من بولا و دوريس بمفردهم وبالفعل من خلال كاميرات المراقبة المركز أثبت أن ﭽون كان متواجد هناك علي حوالي الساعة 9 ونصف صباحاً ، أما حسب أقوال بولا أنها كانت هي و دوريس يقوموا بأعمال النظافة وتفاجئوا بأن أحد يطرق الباب وقامت دوريس بالذهاب للتفقد وهنا سمعت صوت طلق النار وصراخ دوريس وركضت حتى تتخبئ ولم تري الذي حدث ، كان هناك الكثير من النظريات عن تلك الحادثة فمنهم أن هناك أحد من كان يريد السرقة ولكن لم يكن هناك شئ مسروق ، والنظرية الثانية أن ﭽون قام بطرد أحد الأشخاص من المنتزة وبسبب هذا قام الشخص بالأنتقام من ﭽون لكن كان هناك شخص أخر له رأي أخر ويعلم السبب وراء قتل دوريس جيداً .
كانت ليان تري أن السبب وراء قتل أختها هو ﭽون و بولا ، فقبل ظهور بولا في حياتهم كانت هناك مشاكل بين دوريس و ﭽون ،فقد كان ﭽون يخون دوريس مع نساء أصغر في السن وعندما علمت دوريس حدث خلاف بينهم وأنتهي الأمر لكن بدء الأمر بالظهور مرة أخرى عندما أتت بولا للعيش معاهم ، فلاحظت دوريس وليان أن هناك نظرات بين بولا و ﭽون ولكن دوريس لم تتفوه بكلمة وكل ماقالته لأختها ، أنها لا تعلم ماذا سيفعل بها هذان الأثنين وكأنها كانت تشعر بما سيحدث معاها خصوصاً أن بولا هي من أقنعت دوريس لتأتي لتساعدهم في تنظيف المنتزة .
كان ﭽون متعاون مع الشرطة ويحاول مساعدتهم لكنه دون مقدمات قرر أن يطالب بمحامي وأن أي شئ تريده الشرطة يكون من خلال المحامي الخاص به وهذا جعل الشرطة تشك به أكثر لكنه برر هذا بأن لديه 3 أطفال ولم يسعد بأن يتركهم كثيراً ويذهب لأستدعاء الشرطة لكن ليان كانت تري أنه فعل هذا لأنه يحمي بولا وتأكدت بعد مرور شهر من موت أختها .
فبعد مرور شهر من موت دوريس قامت الشرطة بالقبض علي بولا بسبب أنها مهاجرة غير شرعية ،و كانت الشرطة تريد ترحيلها لبلدها الأصلي ” فنزويلا” ، لكن بولا كانت لا تريد أن يتم ترحيلها وقالت أنها يمكنها أن تعقد معهم صفقة وأن تخبرهم بمعلومات مهمة للغاية تخص موت دوريس في مقابل أن لا يتم ترحيلها لكن الشرطة لم تستمع لها وقامت بترحيلها علي الرغم من محاولات ﭽون ليبقي بولا تعيش معه .
وعقب ترحيل بولا ، لم يتمكن ﭽون من البقاء في المدينة بسبب أن الناس تحولت إلي فرقين ، فريق يكره ويري أنه السبب في قتل دوريس أما الأخر رأي أنه برئ ولا دخل له ، وبسبب هذا أخذ أطفاله ونقل إلي فلوريدا ليبدأ من جديد ، في تلك الفترة التي رحل بها قامت الشرطة بالقبض علي شابين كان مشتبه بهم في قتل دوريس لكنهم تم برائتهم بعد ذلك بعدما قالوا أنهم بالفعل كانوا يخططوا بقتلها ولكن هنا يكمن السؤال لما يخططوا في قتلها وهل هناك شخص ثالث كان يُخطط معاهم ؟.
دون مقدمات قام ﭽون بالأنتقال من فلوريدا إلي كوستريكا ، و عندما علمت الشرطة بهذا كانت تشك في شئ وتريد التأكيد لهذا قامت بإرسال محقق خاص ليراقب ﭽون لتعلم إذا ما يشكوا به صحيح أم لا ، كان ﭽون قام بشراء شركة لتوصيل الثلج ،و كان المحقق يراقب ﭽون أمام شركته ويري الأمر طبيعي ولا يوجد شئ ، إلا أن ظهر شئ قلب الموازين بالكامل .
أثناء مراقبته المحقق له وجد أن ﭽون خرج من الشركة و عقب ثواني فقط وجد بولا تخرج وراء ﭽون وهنا علم المحقق أن ﭽون ذهب لكوستريكا حتي يعيش مع بولا ، من الواضح أنها لم تترحل إلي بلدها وذهبت إلي كوستريكا و عندما أستقرت طلبت من ﭽون أن يأتي ويمكث معاها و أصبحت هي حاضنه لأولاد دوريس كما أنها شريكه ﭽون في الشركة ، أثناء دهشة المحقق لما رأه وجد أن بولا و ﭽون متجاهان نحوه وكانت بولا في قمة الغضب لأنها وجدته يقوم بتصوير ما يحدث وقامت بتهديده أنها ستُبلغ السلطات إذا لم يذهب فوراً وأخذت ﭽون و عادت إلي داخل الشركة ، بعد هذا الموقف أصبح الجميع علي يقين أن كلاهما قاما بقتل دوريس لكن لا يوجد دليل مؤكد علي هذا.
جيمع ماحدث يشير أن كلاً من بولا و ﭽون كانا متفقان علي قتل دوريس وأن بولا هي العقل المدبر للجريمة وكل هذا من أجل أن تأخذ ﭽون ويكون لها لوحدها فقط ، وإذا لم تكن هي و ﭽون لما أصرت علي دوريس أن تأتي وتساعدهم في تنظيف المنتزة ولما قام ﭽون بالأنتقال والعيش معاها بعد ماتوفيت زوجته ، بعد كل ما حدث ماهو رائيك هل تعتقد أن بولا و ﭽون قاما بالأتفاق وقتل دوريس أم لا ؟.