الجزء الثاني من السيرة النبوية لسيدنا محمد عليه الصلاه والسلام

شارك الخبر

· أهميه السيرة النبوية سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام

للسيرة النبوية لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام أهمية عظيمة في مسيرة الحياة البشرية بشكل عام، وفي حياة المسلم بشكل خاص وذلك لأن السيرة النبوية لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام تعين على أمور عديدة، منها :

أولاً : فهم القرآن :

فالقرآن نزل مُنجّمًا،^[3] تعقيبًا على الأحداث السيرة لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام ، أو تبيينًا لإشكال، أو ردًا على استفسار، أو تحليلاً لموقف من مواقف السيرة لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام، كما حدث في مواقع بدر وأُحد والأحزاب وتبوك، وكما حدث في صلح الحديبية، وحادث الإفك وغيرها من الحوادث والمشاهد . وقراءة هذه المواقف من السيرة لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام تساعدك في فهم ملابسات الحدث، وخلفيات الموقف، وطبيعته من الناحية المكانية والزمانية .

ثانيًا : فهم السُّنّة:

فأحيانًا تَردُ مواقفُ السيرة لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام في كُتب الحديث بشكل مقتضب جدًا، وأحيانًا يذكر أصحابُ المتون موقفًا أو موقفين في غزوة كاملة، الأمر الذي يدفع إلى مطالعة السيرة النبوية لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام للوقوف على ملابسات الحدث وخلفياته وزمنه ومكانه، مما يعينه على فهمه واستجلاء صورته الحقيقية .

ثالثًا : فهم العقيدة الإسلامية:

وذلك من خلال السلوك العملي لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام عبر مسيرته الحافلة بمواقف الإيمان والثبات في مواجهة المحن والإيذاء والمساومات، وتفنيد الشبه والادعاءات التي كان يثيرها المشركون والمنافقون حول توحيد الألوهية، والبعث بعد الموت، والجنة والنار، والوحي والنبوة، وغيرها من المحاور العقدية العظمى، التي تناولتها السيرة النبوية لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام بشكل جامع مانع .

رابعًا : التأسي بالنبي :

السيرة النبوية لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام تساعد على الاقتداء بسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام في أخلاقه وسلوكه وجميع أحوال سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام ، مع أهل وأصحاب سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام ومع أعداء سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام أيضاً، قال الله – تعالى – : ” لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ” [الأحزاب:21] .

خامسًا : مَحبة النبي :

وفهم سيره سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام من أكبر ما يقوي محبته في النفوس، ولأن محبه سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام من الإيمان، قال تعالى – : قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ” [التوبة:24]، وقد قال سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم : « لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» [ البخاري : 15، عن أنس ] .

سادسًا : محبة الصحابة – رضي الله عنهم:

فمن السيرة لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام تعرف قدْرَ أبي بكر ، وبذل عمر ، وبلاء عثمان، وشجاعة علي، وحلم معاوية، وصبر خباب، وثبات بلال، واجتماعية الطفيل، واقتصادية ثمامة، وكرم أبي أيوب، وفقه معاذ، وهمة ابن الجموح، وفدائية ابن جحش، وقرآنية ابن مسعود، وصدق أبي ذر، وأمانة أبي عبيدة، وعبقرية الحباب، وحفظ أبي هريرة، ودهاء عمرو، وخطابة سهيل، وفروسية الزبير، وصمود سماك وأناقة دحية، ولباقة ابن حذافة، وذكاء سلمان، وغيرهم، من الصحابة – رضوان الله تعالى عليهم جميعًا -، فضلاً عن فَضلِ أمهات المؤمنين، فمن السيرة تعرف سَبْقَ خديجة، وعِلْمَ عائشة، وفضل سودة، وبركة جويرية، وغيرهن من أمهات المؤمنين – رضي الله عنهن جميعًا -، وترى في السيرة جهادَ الصحابيات؛ وقد ضربن المثل في التضحية والبذل من أجل دين الله، فستعرف فيها: فضل سمية أيام مكة، وفضل أسماء يوم الهجرة، وفضل نسيبة بنت كعب يوم أُحد، وفضل غيرهن من الصحابيات الجليلات .

مزايا السيرة النبوية:

تمتاز السيرة النبوية لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام بعدة مزايا تبعث الثقة والطمأنينة بأحداثها، ووقائعها، ومنها :

صحه السيرة النبوية :

تعدّ السيرة النبوية لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام أصح سيرة لتاريخ نبي مرسل عرفته البشرية حتى يومنا هذا حيث وصلت إلينا أحداث السيرة النبوية لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام الثابتة من أصح الطرق، وأقواها ثبوتاً، وذلك لأن القرآن الكريم ذكر جانباً كبيراً ومهماً من أحداث السيرة النبوية لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام، ووقائعها، كسيرة سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام في بعض غزواته، وعلاقات سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام مع أصحابه وبعض زوجاته، كما نقلت السنة جزءاً كبيراً من أحداث السيرة النبوية لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام، وحظيت السيرة النبوية لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام بعناية فائقة من العلماء، لتمييز صحيحها من سقيمها، كما أن كُتّاب السيرة والمؤلفين فيها اعتمدوا الطريقة الموضوعية في تدوين أحداثها، وهي الطريقة العلمية في نقل الأخبار القائمة على دراسة الأسانيد والمتون ونقدها، ولم يقحموا تصوراتهم الفكرية، أو انطباعاتهم الشخصية، في شيء من وقائع السيرة النبوية لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام.

وضوحي السيرة النبوية:

وذلك لكونها عرضت السيرة النبوية لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام في جميع مراحلها، منذ زواج أبيه بأمه إلى وفاته بشكل مفصّل ودقيق مقرونة بسنوات حدوث السيرة النبوية لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام، دون انقطاع أو غموض، فهو كما قال بعض النقاد الغربيين: “إن محمداً هو الوحيد الذي ولد في ضوء الشمس”.

واقعيه السيرة النبوية:

بالرغم مما أكرم الله به نبيه سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام من المعجزات الباهرة، وحقق له من الانتصارات والنجاحات ما لم يحققه لغيره من البشر، فإن ذلك لم يخرج سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام عن بشريته وإنسانيته، أو تجعل حياته كالأساطير، ولم يحط بهالة من التقديس، تضفي عليه أوصاف الألوهية، بل كانت سيره سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام متوازنة في عرضها لحياته، فذكرت مواطن الثناء علي سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام، وذكرت مواطن العتاب لسيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام من الله تعالى .

شمول السيرة النبوية:تشمل سيرة سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام كل النواحي الإنسانية، الفردية والجماعية، فسيرة سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام تحكي الجوانب الاجتماعية من حياته؛ كزواج سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام ، وعلاقات سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام بزوجاته وأهله، كما تتحدث عن الجوانب الشخصية؛ كيتم سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام ، وشبابه، واستقامه وتجاره سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام وتتحدث عن جوانب دعوت سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام وما كابده في سبيل تبليغها، وتتحدث عن الجوانب السياسية والإدارية، في سياسة أمه سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام ورعاية مصالحها، وعن الجوانب العسكرية، وسيره سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام في أعدائه وعلاقات سيدنا النبي محمد عليه الصلاه والسلام بهم.

المصادروالمراجع

Author Profile

اشعار خبر نيوز

موقع الكترونى اخبارى اجتماعى تنموى يهتم بكل ماهو جديد على الساحة المحلية والإقليمية والعالميه
من اخبار وفن ورياضة واقتصاد واحداث جارية ويهتم بالصحة والتعليم والتنمية المحلية

https://esharekhabar.com/
https://www.youtube.com/@esharekhabar