
سيدنا يعقوب عليه السلام:
يفقد سيدنا يعقوب عليه السلام ابنه بنيامين متَّهَما بالسرقة فيكون رد فعل سيدنا يعقوب عليه السلام {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا } كلمه سيدنا يعقوب عليه السلام ذاتها يوم فقد يوسف . ولكن في هذه المرة يضيف سيدنا يعقوب عليه السلام إليها هذا الأمل أن يرد الله علي سيدنا يعقوب عليه السلام يوسف وأخاه فيرد ابنه الآخر المتخلف هناك { إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} الذي يعلم حاله ، ويعلم ما وراء هذه الأحداث والامتحانات ، ويأتي بكل أمر في وقته المناسب ، عندما تتحقق حكمته في ترتيب الأسباب والنتائج .
هذا الشعاع من أين جاء إلى قلب سيدنا يعقوب عليه السلام ؟ إنه الرجاء في الله ، والاتصال الوثيق به ، والشعور بوجوده ورحمته . ذلك الشعور الذي يتجلى في قلوب الصفوة المختارة مثل سيدنا يعقوب عليه السلام ، فيصبح عندها أصدق وأعمق من الواقع المحسوس الذي تلمسه الأيدي وتراه الأبصار .
{ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ } وهي صورة مؤثرة للوالد المفجوع وهو سيدنا يعقوب عليه السلام . يحس أنه منفرد بهمه ، وحيد بمصابه،لا تشاركه هذه القلوب التي حوله ولا تجاوبه ، فينفرد سيدنا يعقوب عليه السلام في معزل ،يندب فجيعته في ولده الحبيب يوسف الذي لم ينسه ، ولم تهوّن من مصيبته السنون ، والذي تذكر سيدنا يعقوب عليه السلام به نكبته الجديدة في أخيه الأصغر فتغلبه على صبره الجميل : {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} ويكظم سيدنا يعقوب عليه السلام حزنه ويتجلد فيؤثِّر هذا الكظم في أعصاب سيدنا يعقوب عليه السلام حتى تبيض عيناه حزناً وكمداً :{وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} ويبلغ الحقد بقلوب بنيه ألا يرحموا ما بسيدنا يعقوب عليه السلام ، وأن يلسع قلوبهم حنينه ليوسف وحزن سيدنا يعقوب عليه السلام عليه ذلك الحزن الكامد الكظيم ، فلا يسرون عنه ، ولا يعزونه ، ولا يعللونه بالرجاء ، بل يريدون ليطمسوا في قلبه الشعاع الأخير: { قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} . .وهي كلمة حانقة مستنكرة . تالله تظل تذكر يوسف ، ويهدك الحزن عليه ،
حتى تذوب حزناً أو تهلك أسى بلا جدوى . فيوسف ميئوس منه قد ذهب ولن يعود!ويرد عليهم سيدنا يعقوب عليه السلام بأن يتركوه لربه ، فهو لا يشكو لأحد من خلقه وهو على صلة بربه غير صلتهم ، ويعلم من حقيقته ما لا يعلمون :{ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} فإذا أصابك مكروه فقل يا الله وإذا وقعت بك واقعة فقل يا الله وإذا مرضت فقل يا الله يا الله يا الله .وفي هذه الكلمات يتجلى الشعور بحقيقة الألوهية في هذا القلب الموصول؛ كما تتجلى هذه الحقيقة ذاتها بجلالها الغامر ، ولَأْلائِها الباهر .إن هذا الواقع الظاهر الميئِّس من يوسف ، وهذا المدى الطويل الذي يقطع الرجاء من حياته فضلاً على عودته إلى أبيه ، واستنكار بنيه لهذا التطلع بعد هذا الأمد الطويل في وجه هذا الواقع الثقيل. إن هذا كله لا يؤثر شيئاً في شعور سيدنا يعقوب عليه السلام العارف بربه . فسيدنا يعقوب عليه السلام يعلم من حقيقة ربه ومن شأنه ما لا يعلم هؤلاء المحجوبون عن تلك الحقيقة بذلك الواقع الصغير المنظور!وهذه قيمة الإيمان بالله ، ومعرفته سبحانه هذا اللون من المعرفة . معرفة التجلي والشهود وملابسة قدرته وقدره ، وملامسة رحمته ورعايته ، وإدراك شأن الألوهية مع العبيد الصالحين .
إن هذه الكلمات : {وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} تجلو هذه الحقيقة بما لا تملك كلماتنا نحن أن تجلوها وتعرض مذاقاً يعرفه من ذاق مثله ، فيدرك ماذا تعني هذه الكلمات في نفس العبد الصالح سيدنا يعقوب عليه السلام . والقلب الذي ذاق هذا المذاق لا تبلغ الشدائد منه مهما بلغت إلا أن يتعمق اللمس والمشاهدة والمذاق!
ثم يوجههم سيدنا يعقوب عليه السلام إلى تلمس يوسف وأخيه ، وألا ييأسوا من رحمة الله ، في العثور عليهما ، فإن رحمة الله واسعة وفرجه دائماً منظور {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } فيا للقلب الموصول !!! تحسسوا بحواسكم ، في لطف وبصر وصبر على البحث . ودون يأس من الله وفرجه ورحمته وكلمة {رَوْحِ} أدق دلالة وأكثر شفافية ففيها ظل الاسترواح من الكرب الخانق بما ينسم على الأرواح من روْح الله الندي .
{ إنه لا ييأس من روْح الله إلا القوم الكافرون } فأما المؤمنون الموصولة قلوبهم بالله ، الندية أرواحهم بروْحه ، الشاعرون بنفحاته المحيية الرخية ، فإنهم لا ييأسون من روْح الله ولو أحاط بهم الكرب ، واشتد بهم الضيق . وإن المؤمن لفي روح من ظلال إيمانه ، وفي أنس من صلته بربه ، وفي طمأنينة من ثقته بمولاه ، وهو في مضايق ومخانق الكروب . ( في ظلال القرآن بتصرف) (يوسف:83-87)
{ وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ } ريح يوسف! كل شيء إلا هذا . فما يخطر على بال أحد أن يوسف بعد في
الأحياء بعد هذا الأمد الطويل . وأن له ريحاً يشمها سيدنا يعقوب عليه السلام الكليل! إني لأجد ريح يوسف . لولا أن تقولوا شيخ خرف { لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ } لصدقتم معي ما أجده من ريح الغائب البعيد .
كيف وجد سيدنا يعقوب عليه السلام ريح يوسف منذ أن فصلت العير ؟ ومن أين فصلت ؟ يقول بعض المفسرين : إنها منذ فصلت من مصر ، وأنه شم رائحة القميص من هذا المدى البعيد . ولكن هذا لا دلالة عليه . فربما كان المقصود لما فصلت العير عند مفارق الطرق في أرض كنعان ، واتجهت إلى محلِّة سيدنا يعقوب عليه السلام على مدى محدود . ونحن بهذا لا ننكر أن خارقة من الخوارق يمكن أن تقع لنبي مثل سيدنا يعقوب عليه السلام من ناحية نبي كيوسف .
كل ما هنالك أننا نحب أن نقف عند حدود مدلول النص القرآني أو رواية ذات سند صحيح . وفي هذا لم ترد رواية ذات سند صحيح . ودلالة النص لا تعطي هذا المدى الذي يريده المفسرون!
- “وجهها المحترق… هو كل ما تبقى”
- آخر رقصة… كانت على دم العريس
- “رصاصة في الرأس… وخاتم الزواج ما زال في يدها”
- أم تحت السرير… والقاتل في الصالة
- “ليلة الغدر في الشقة رقم 4”
ولكن المحيطين بسيدنا يعقوب عليه السلام لم يكن لهم ما له عند ربه ، فلم يجدوا ما وجد من رائحة يوسف :{ قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ } في ضلالك بيوسف ، وضلالك بانتظاره وقد ذهب مذهب الذي لا يعود . ويسمون الثقة في القادر المقتدر الذي علي كل شيء قدير والذي إذا أراد شيئا إنما يقول له كن فيكون يسمون الأمل ضلال ومن يثق في الله وفي شرعة ودينه ويدعو الناس إلي ذلك أنه يدغدغ مشاعر الناس ويخدرهم بالأوهام فالأمل والثقة في الله عند من لا يعرفون الله ضلال , ولكن المفاجأة البعيدة تقع وتتبعها مفاجأة أخرى :{ فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا } مفاجأة القميص . وهو دليل على يوسف وقرب لقياه ومفاجأة ارتداد البصرلسيدنا يعقوب عليه السلام بعد ما ابيضت عيناه , وهنا يذكر سيدنا يعقوب عليه السلام حقيقة ما يعلمه من ربه . تلك التي حدثهم بها من قبل فلم يفهموه :{ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ } . (في ظلال القرآن بتصرف) (يوسف : 94-98)
ووقت أن يقع وعد الله , ويصدّق أولياءَه , ويتحقق موعود
الله علي لسان أوليائه , ما أجمله من شعور ,! إنه أعظم انتصار وأبلغ فرح وأروع سعادة , وكأني أري بعيني رأسي دين الله يقام وشريعته تحكم , ويعم الرخاء وتنتشر الأمانة ويفيض الخير وتأتي الدول الغير إسلامية تتعلم منا ومن قرآننا سبل العيش السعيد وإعجاز قرآننا إنه إعجاز جديد إعجاز تشريعاته , ولقد لاح هذا من قريب فها هي دول الغرب لندن وفرنسا . تطبق الاقتصاد الإسلامي ويقول خبراؤها أن حل مشكلاتهم الاقتصادية في الفائدة الصفرية أي في تطبيق شرع الله في تحريم وتجريم الربا , فالله أكبر انتصر دين الله .
[1] المكتبه الرقميه.
[3] القران الكريم
Author Profile
-
موقع الكترونى اخبارى اجتماعى تنموى يهتم بكل ماهو جديد على الساحة المحلية والإقليمية والعالميه
من اخبار وفن ورياضة واقتصاد واحداث جارية ويهتم بالصحة والتعليم والتنمية المحلية
https://esharekhabar.com/
https://www.youtube.com/@esharekhabar
Latest entries
أخبار الرياضة22 نوفمبر، 2024فوز الفريق الأول لكرة القدم سيدات بنادي الزمالك ضمن منافسات الجولة ال 9
أخبار الرياضة22 نوفمبر، 2024بمشاركة تريزيجية الريان يخسر أمام الشمال بثنائية مقابل هدف
الفن والنجوم22 نوفمبر، 2024آية سماحة مضيفة طيران وأحمد مالك طبيب أسنان ضمن أحداث فيلم 6 أيام
الفن والنجوم22 نوفمبر، 2024سلوى عثمان تجسد شخصية حماة رنا رئيس ضمن أحداث مسلسل روح جدو
من اخبار وفن ورياضة واقتصاد واحداث جارية ويهتم بالصحة والتعليم والتنمية المحلية
https://www.youtube.com/@esharekhabar